للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ} [فصلت: ٥]، قد استعملت اسما. كما استعملت ظرفا (١) نحو: بينهما مال، وفي قوله: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} [الأنعام: ٩٤] في قراءة من نصب (٢)، لأن المعنى: لقد تقطع الاشتراك (٣) بينكم.

وأما ما لزم (٤) الظرفية وبعد عن التمكن كإذ ونحوه فيمتنع اشتقاقه (٥).

هذا هو الكلام في بين. فأما ما يقع بعده فهو على ضربين (٦): اسم وجملة. والاسم المفرد الذي بعده لا يخلو من أن يكون دالا على واحد أو أكثر من الواحد. فإن كان دالا على الواحد غير دال (٧) على أكثر منه عطف عليه اسم آخر، وكان العطف بالواو دون غيرها من الحروف العاطفة، [وذلك قولنا: المال بين زيد وعمرو. وإنما كان العطف بالواو لما فيما من معنى الاجتماع، ولأن ذلك حقيقتها وأصلها وليس ذلك موجودا في شيء غيرها من الحروف العاطفة (٨)]، وفي العطف على الاسم المفرد بعد (بين) يحتاج إلى ما يدل على معنى الاجتماع. لما قدمنا ذكره في معنى


(١) في (ب): (قد استعملت ظروفًا).
(٢) قراءة نافع والكسائي وحفص عن عاصم كما سبق.
(٣) في (أ)، (ج): (لقد تقطع بينكم الاشتراك بينكم) زيادة بينكم وليست في "الإغفال" ص ٢١٨.
(٤) في (أ)، (ج): (وأما لزم)، وفي (ب): (وأما ما لزوم).
(٥) قال أبو علي: (فالقول: أن ما كان منها يستعمل تارة اسما، وتارة ظرفا، فلم يلزم الظرفية، فيبعد بذلك عن المتمكنة، كإذ ونحوه، ولا يمتنع أن تكون مشتقة كسائر الأسماء التي لا تكون ظروفا) "الإغفال" ص ٢١٨.
(٦) "الإغفال" ص ٢١٩.
(٧) في (ب): (وغير ذاك).
(٨) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>