للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منصوبة، كما قالوا: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قيلَ وقالَ وكثرةِ السؤال (١) وكانتا كالاسمين وهما منصوبتان. ولو خفضا على النقل لهما من حد الأفعال إلى الأسماء في النية لكان صواباً.

قال: وسمعت العرب تقول: أعييتني من شُبَّ إلى دُبَّ، ومن شُبٍّ إلى دُبٍّ مخفوض منون، يذهبون به مذهب الأسماء، والمعنى منذ كان صغيراً يشِبُّ إلى أن دَبَّ كبيرًا (٢).

ومثله (أمس) فإن أصله الأمر من: أمسى يُمسي بُنيَ اسماً للوقت، وألحق به الألف واللام (٣).

قال أبو علي الفارسي (٤): حكم ما يبنى من الأسماء أن يكون لمضارعته الحرف، فلمضارعته له (٥) ما يجب أن يخرج إلى حكمه كما أن


(١) أخرجه البخاري (١٤٧٧) كتاب (الزكاة) باب (قول الله {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}. عن المغيرة ولفظه: (إن الله كره لكم ثلاثا .. الحديث). "الفتح" ٣/ ٣٤، وفي كتاب (الأدب)، باب (عقوق الوالدين)، "الفتح" ١٠/ ٤٠٥، و (٦٤٧٣) وفي كتاب (الرقاق) باب (ما يكره من قيل وقال) الفتح، وفي كتاب (الاعتصام) باب: (ما يكره من كثرة السؤال) الفتح، ومسلم عن أبي هريرة والمغيرة، بنحوه (٧٢٩٢) كتاب (الأقضية) (النهي عن كثرة المسائل)، وأحمد عن أبي هريرة ٢/ ٣٢٧، ٣٦٠، ٣٦٧، وعن المغيرة ٤/ ٢٤٦، ٢٤٩، ٢٥٠.
(٢) انتهى كلام الفراء، انظر: "المعاني" ١/ ٤٦٧، ٤٦٨، و"تأويل المشكل" ص ٥٢٣، ٥٢٤.
(٣) انظر: "تهذيب اللغة" (أمس) ١/ ٢٠٠، و"الأزمنة" لقطرب ص ١٠٩، ١١٠.
(٤) "الإغفال" لأبي علي الفارسي ص ٢٥٣. وقد نقل عنه الواحدي طويلا، بتصرف في كلامه بالاختصار والتقديم والتأخير، وسأذكر الفروق الهامة في أماكنها إن شاء الله.
(٥) (له): ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>