للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال مجاهد: تنتظر من ربها ما أمر لها به (١).

وقال أبو صالح: تنتظر الثواب من ربها (٢).

قال الأزهري -وهو الحكم في اللغة-: من قال: إن معنى قوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} من الانتظار، فقد أخطأ؛ لأن العرب لا تقول: نظرت إلى الشيء بمعنى (٣): انتظرته، إنما تقول: نظرت فلانًا، أي انتظرته (كما) (٤) قال الحطيئة:

وقد نظرتكم أبناء صادرة (٥)

فإذا قلت: نظرتُ إلى الشيء، فلا يكون إلا بالعين، وإذا قلت: نظرتُ في أمر كذا احتمل أن يكون تفكرًا فيه، وتدبرًا بالقلب (٦). هذا كلامه.


= رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما دل عليه سياق الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)}. "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٤٨٠.
كما بين ابن الجوزي عند عرضه أنواع التأويل الباطل من أنه يستحيل تأويل النظر في قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} بانتظار الثواب، قال: فإنه أضاف النظر إلى الوجوه بالنظرة التي لا يحصل إلا مع حضور ما يتنعم به، لا مع التنغيص بانتظاره، ويستحيل مع هذا التركيب تأويل النظر بغير الرؤيا، وإن كان النظر بمعنى الانتظار في قوله تعالى: {انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} [الحديد: ١٣]، وقوله: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: ٣٥]. "مختصر الصواعق المرسلة" ١/ ١٤ - ١٥.
(١) "جامع البيان" ٢٩/ ١٩٢، و"الكشف والبيان" ١٣: ٨/ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ١٥٦، و"لباب التأويل" ٤/ ٣٣٥، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٣٨٠.
(٢) المراجع السابقة عدا "الكشف والبيان"، و"النكت والعيون".
(٣) في (أ): معنى.
(٤) ساقطة من (أ).
(٥) "ديوانه" ١٠٦: دار صادر، برواية:
وقد نظرتكم عشاء صادرة ... للخمس طال حبسي وتنساسي
(٦) "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٧١ بتصرف يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>