للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكرهم. الوجه الثاني: أن تكون (دانية) نعتًا للجنة.

المعنى: وجزاهم جنة دانية، وعلى هذا هي صفة لموصوف محذوف، كأنه قيل: وجزاهم بما صبروا جنة وحريرًا، وجنة دانية عليهم ظلالها.

قال أبو الفتح: الوجه أن يكون قوله: (ودانية) منصوبة على الحال، معطوفة على قوله: (متكئين)، وهذا هو القول الذي لا ضرورة فيه (١).

قال (مقاتل) (٢): يعني: شجرها قربت منهم، فإن كان الرجل قائمًا تطاولت الشجرة، وإن كان جالسًا، أو متكئًا انخفضت ولانت لهم (٣)، فذلك قوله: {وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا}. قال ابن عباس: إذا همّ أن يتناول (٤) من ثمارها تذللت إليه حتى يتناول منها ما يريد (٥).

وقال البراء بن عازب: ذللت لهم فيها يتناولون فيها كيف شاؤوا (٦).

وقال مجاهد: من أكل قائمًا لم يؤذه، ومن أكل جالسًا لم يؤذه، ومن أكل مضطجعًا لم يؤذه (٧).


(١) "سر صناعة الإعراب" ١/ ١٨٤ بيسير من التصرف.
(٢) ما بين القوسين جاء بدلًا منه في (أ): يقال.
(٣) بمعناه في: "تفسير مقاتل" ٢٢٠/ ب.
(٤) بياض في (ع).
(٥) "زاد المسير" ٨/ ١٤٧، "الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٣٧.
(٦) "التفسير الكبير" ٣٠/ ٢٤٨، "الدر المنثور" ٨/ ٣٧٤ وعزاه إلى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وهناد بن السري، وعبد بن حميد، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "البعث". وانظر: "المستدرك" ٢/ ٥١١، كتاب التفسير: تفسير سورة المدثر، وصححه، وسكت عنه الذهبي.
(٧) بمعناه في: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤١٢، و"الجامع لأحكام القرآن" ١٩/ ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>