للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا وَجْدُ ثَكْلى كما وَجِدْتُ ولا ... وَجْدُ عَجُوز أضلها رُبَعُ

أوْ وَجْدُ شيخ أضَلَّ ناقَتَه ... يَوْمَ توافي الحَجيجُ فاندفعوا (١)

أراد ولا وجد شيخ (أضل ناقته) (٢) قال (٣) وقد يجوز في العربية: لا تطيعن (٤) منهم من أثم, أو كفر، فيكون المعنى في: (أو) قريبًا من معنى (الواو) كقولك للرجل: لأعطينك سألت، أو سكتَّ، معناه: لأعطينك على كل حال (٥). هذا كلامه، وعلى هذا يتجه قول قتادة: إن أبا جهل قال: لئن رأيت محمدًا يصلي لأطأن على عنقه، فأنزل الله: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} (٦) يعني أبا جهل.

وقال الزجاج: (أو) هاهنا أوكد من (الواو)؛ لأنك إذا قلت: لا تطع


(١) ورد البيتان في: شرح أبيات "معاني الفراء" ٢٢١، "الكامل" ٢/ ٨٦، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٢٤، "الكشف والبيان" ١٣/ ٢١/ ب، الأضداد: لابن الأنباري: ٢٨٢، "المذكر والمؤنث" لابن الأنباري: ٢/ ٧٩، وورد البيت الأول منسوبًا إلى ابن رعلاء الغساني، ط/ ٢، "إيضاح الوقف والابتداء" ١/ ٤٤٢، الأمالي: ٢/ ١٢٣، وكلها برواية "عجول" بدلًا من: "عجوز". موضع الشاهد: "أو وجد شيخ"، أراد: ولا وجد شيخ، فقد ذكر بعض النحويين أن "أو" تأتي بمعنى: "لا". انظر شرح أبيات "معاني القرآن" ٢٢١.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (ع).
(٣) أي الفراء.
(٤) في (أ): يطعن.
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢١٩ - ٢٢٠ بتصرف.
(٦) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٣٩، "جامع البيان" ٢٩/ ٢٢٤، "الكشف والبيان" ١٣: ٢١/ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٣١، "الدر المنثور" ٨/ ٣٧٨ وعزاه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>