للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني به الذين غيّروا أحكام التوراة وبدّلوا الحرام بالحلال، وغيروا آية الرجم، وصفة محمد - صلى الله عليه وسلم - (١).

وعلى هذا القول معنى قوله: {يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ} أي: من موسى أو ممن سمعوه كما أنزل ثم غيّروه. ويجوز أن يكون معناه: يفهمون كلامَه. وقال ابن عباس (٢) ومقاتل (٣): نزلت هذه الآية في السبعين، الذين (٤) اختارهم موسى وذهبوا معه (٥) إلى الميقات، وسمعوا كلام الله عز وجل وهو يأمره وينهاه، فلما رجعوا إلى قومهم سألهم الذين لم يذهبوا معهم، فقالت طائفة منهم لم يرد الله أن يطهّر قلوبهم: سمعنا الله في آخر كلامه يقول: "إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا، وإن شئتم فلا تفعلوا ولا بأس" (٦).


= "الثعلبي" في "تفسيره" ١/ ٩٩٤ وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٩٠ "ابن كثير" ص ١٢٢ - ١٢٣.
(١) وهذا قول جمهور المفسرين، ينظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ٩٩٤، "الوسيط" للواحدي ١/ ١٦٠ "أسباب النزول" للواحدي ص ٣١ وعزاه لأكثر المفسرين، "تفسير البغوي" ١/ ١١٣ و"تفسير ابن كثير" ص ١/ ١٢٢ - ١٢٣، ورجَّحه ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٠٣.
(٢) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ١٤٨ وذكره "الثعلبي" ١/ ٩٩٤، والواحدي في "أسباب النزول" ص ٢٧، و"الوسيط" ١/ ١٦٠، و"البغوي" ١/ ١١٣.
(٣) "تفسير مقاتل" ١/ ١١٦، وذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" ١/ ٩٩٤، والواحدي في "أسباب النزول" ص ٣١، "الوسيط" ١/ ١٦٠.
(٤) ليست في (أ).
(٥) قوله: (وذهبوا معه): ليست في (م).
(٦) وروي هذا القول عن ابن إسحاق والربيع بن أنس، رواه عنهما الطبري ٢/ ٢٤٦، وابن أبي حاتم ١/ ١٤٨وذكره ابن كثير ١/ ١٠٥، ورجحه الطبري محتجًّا بأن الله أخبر أن التحريف كان ممن سمع كلام الله، وهؤلاء الذين كانوا في عهد =

<<  <  ج: ص:  >  >>