للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولُ آخرَ:

يا رُبَّ مَن يبغض أذوادنا .. (١) البيتَ.

ودخول "رُبَّ" يدل على أنه نكرة (٢).

والسيئة فيعِلة (٣) من السوء في قياس قول الخليل، وَفعيلَةٌ في قياس قول الفراء، وهذا مثل ما ذكرنا في الصيِّب (٤).

قال اللّيث: والسيئ والسيئة: عملان قبيحان يَصِير السيئ نَعتًا للذكر الأفعال، والسيئة: الأنثى (٥)، يقال: ساء الشيء يَسوء فهو سَيئٌ، إذا قبح، وساء ما فعل، أي: قبح (٦).

وإجماع أهل التفسير: أن السيئةَ هاهُنا الشرك (٧)، وأنّ الآية وردت


(١) وتمامه:
رُحْنَ على بغضائه واغْتَدين
قاله عمرو بن قميئة كما في "الكتاب" لسيبويه ١/ ٣١٥ وقيل: لعمرو بن لأي التيمي. ينظر: "الوحشيات" ص ٩، "معجم الشعراء" ٢١٤، "المقتضب" ١/ ٤١، "الإغفال" ص ٣١٨.
(٢) ينظر في (رُبَّ): "المقتضب" للمبرد ٤/ ١٣٩ - ١٥٠، و"مغني اللبيب" ١/ ١٣٤ - ١٣٨، وقال في "القاموس" ٨٧: ورُبَّ، ورُبَةَ، ورُبَّما، وربتما، بضمهن مشددات ومخففات، وبفتحهن كذلك حرف خافض لا يقع إلا على نكرة.
(٣) ينظر: "الكتاب" لسيبويه ٤/ ٣٦٥، "المقتضب" للمبرد ١/ ١٢٥، "اللسان" ٤/ ٢١٦١ (مادة: سوأ).
(٤) راجع "البسيط" [البقرة: ١٩].
(٥) نقله عنه في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٥٨٣.
(٦) نقله عنه في: "تهذيب اللغة" ٢/ ١٥٨٣، "اللسان" ٤/ ٢١٦١.
(٧) هذا الإجماع ذكره الواحدي أيضًا في "الوسيط" ١/ ١٦٤، والصحيح: أن هذا قول أكثر السلف، والقول الآخر: أن السيئة هي كبائر الذنوب التي توعد الله عليها =

<<  <  ج: ص:  >  >>