للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (فُعلى) لا يستَعمل صِفَةً إلا بالألف واللام؛ لأن أفعل لما كانت تلزمه (من) ولا يدخله الألف واللام معها كان إذا سقطت (من) لا بد من الألف واللام، إذًا صارا متعاقبين؛ فسقوط أحدهما يدلُّ على وجوب الآخر على المعاقبة.

فأما معنى قوله: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} فقال ابن عباس (١) وسعيد بن جُبَير (٢) (٣) وابن جريج (٤) ومقاتل (٥) والزجاج (٦) والأكثرون: قولوا للناس صدقًا وحقًّا في شأن محمد - صلى الله عليه وسلم -، فمن سألكم عنه فاصدقوه وبيّنوا له صفته، ولا تكتموا أمره، ولا تغيروا نعته.

وقال الربيع بن أنس: هذا على العموم في تحسين المقالة للناس كلهم (٧).

وقال الحسن والثوري (٨): يعني: الأمر بالمعروف والنهي عن


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٠١٦، وذكره القرطبي بنحوه ٢/ ١٢.
(٢) "تفسير الثعلبي" ١/ ١٠١٦.
(٣) هو: أبو عبد الله سعيد بن جبير الأسدي بالولاء، تقدمت ترجمته ٢/ ١٦.
(٤) أخرجه الطبري في "تفسيره" ١/ ٣٩٠ - ٣٩٢، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٠١٦.
(٥) أخرجه عن مقاتل بن حيان ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ١٦١، وذكره مقاتل بن سليمان في "تفسيره" ١/ ١١٩، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٠١٦.
(٦) "معاني القرآن" ١/ ١٦٤.
(٧) لم أجده عن الربيع، لكن روى الطبري في تفسيره ١/ ٣٩٢ بسنده عن الربيع عن أبي العالية: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} قال: قولوا للناس معروفا. أخرجه عنه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ١٦١.
(٨) أخرجه عنه الطبري في تفسيره ١/ ٣٩٢، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٠١٦، وورد مثله عن ابن عباس كما في "تفسير ابن أبي حاتم" ١/ ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>