للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المنكر، وهو أن يأمروهم (١) بما أمرهم الله تعالى، وينهوهم (٢) عما نهاهم الله عنه (٣).

وقال عطاء عن ابن عباس: المراد بالناس في هذه الآية محمد - صلى الله عليه وسلم - (٤) كقوله: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} [النساء: ٥٤]، فكأنه (٥) يقول: قولوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - حسْنًا.

وقوله تعالى: {ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ} أي: أعرضتم عن العهد والميثاق (٦)، ويَعْني به: أوائلهم {إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ} يعني: من كان ثابتًا على دينه ثم آمن بمحمد - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله تعالى: {وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ} أي: وأنتم أيضًا كأوائلكم في الإعراض عما عُهِد إليكم فيه.

ومعنى الإعراض: الذهَاب عن المواجهة إلى جهة العرض.


(١) في (ش): (تأمروهم).
(٢) في (ش): (وتنهونهم).
(٣) وروي هذا عن ابن عباس أيضًا كما عند ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ١٦١ وسنده مقبول.
وقال ابن كثير١/ ١٢٨: فالحسن من القول: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحلم ويعفو ويصفح ويقول للناس حسنًا، كما قال الله، وهو كل خلق حسن رضيه الله.
(٤) تقدم الحديث عن رواية عطاء هذه في المقدمة.
(٥) في (م): (وكأنه)، وفي (أ): (وكانوا).
(٦) "تفسيرالثعلبي" ١/ ١٠١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>