للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت (١): استحق زيد المدح الذي يكون في سائر جنسه، وكذلك (٢) إذا قلت: بئس الرجل دللت على أنه قد استوفى الذم الذي يكون في سائر جنسه، فلم يجز إذ كان يستوفي مدح الأجناس أن يعمل في غير لفظ جنس، فإذا كان معهما (٣) اسم جنس بغير ألف ولام فهو نصب أبدًا، وإذا كانت فيه الألف واللام فهو رفع أبدًا، وذلك قولك (٤): نعم رجُلاً زيدٌ، (٥) ونعم الرجل زيد (٦)، نصبت النكرة على التشبيه بالمفعول، وهو بمعنى التمييز، لأنك إذا قلت: نعم، جاز أن تذكر رجلًا أو حِمارًا، فإذا ذكرت نوعًا ميزته من سائر الأنواع، وفي نعم ضمير فاعل؛ لأنه فِعْلٌ، والفِعْلُ لا يخلو من فاعل، فصار المميز كالمفعول فلهذا نصب.

فأما إذا قلت: نِعْمَ الرَجُل، فليس في نِعْمَ ضمير، وصار الرجل رفعًا بنعم. وارتفع زيد من وجهين، قال سيبويه والخليل (٧): إن شئت رفعت زيدًا؛ لأنه ابتداء مؤخر، ويكون نعم وما عملت فيه خبره، وإن شئت رفعت على أنه خبر ابتداء محذوف، لأنك إذا قلت: نعم رجلًا، ونعم الرجل، لم يُعلم من تعني، فقلت: زيد، أي: هو زيد.


(١) في "معاني القرآن": فقد.
(٢) ساقطة من (م).
(٣) في "معاني القرآن": معها.
(٤) في "معاني القرآن": كقولك.
(٥) في (ش): (زيدا).
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٧٢، وقد نقله الواحدي بتصرف يسير، وينظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٤١٢، "اللسان" ١/ ٢٠١، "تفسير القرطبي" ٢/ ٢٤.
(٧) نقله عنه الزجاج في "معاني القرآن" ١/ ١٧٢، ونقله عن سيبويه ابن عطية في "المحرر" ١/ ٣٩١، "تفسير القرطبي" ٢/ ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>