للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحدهما: أن إيل وإل (١) لا يعرفان في أسماء الله سبحانه في اللغة العربية. والآخر: أنه لو كان كذلك لم ينصرف (٢) آخر الاسم في وجوه العربية، ولكان الآخر مجرورًا، كما أن عبد الله كذلك (٣). وهذا الذي قاله أبو علي أراد أنه ليس في اللغة العربية على الوجه الذي ذكروا بمستقيم. وقد قال جماعة من أهل العلم: جَبر وميك: هو العبد بالسُريانية، وإيل هو الله عز وجل (٤). وروي ذلك من خبر مرفوع، قال: إنما جبريل وميكائل كقولك: عبد الله وعبد الرحمن (٥).

قوله تعالى: {فَإِنَّهُ} يعني جبريل {نَزَّلَهُ} يعنى: القرآن، كنى عنه ولم يجئ له ذكر، وهو كثير، وقيل: فإن الله نزل جبريل على قلبك (٦).

وقيل: جواب من مُضمر، أراد: من كان عدُوًّا لجبريل فليخف، أو ليَمُتْ غيظا أو ما أشبهه من الإضمار (٧).

وقوله تعالى: {عَلَى قَلْبِكَ} يعني: قلبَ محمد - صلى الله عليه وسلم - قال الفراء: ولو كان: على قلبي، كان صوابًا، مثله في الكلام: لا تقل للقوم: إن الخَيْر


(١) من قوله: (اسم الله وأضيف) .. ساقط من (ش).
(٢) في (ش): (ينصرف).
(٣) "الحجة" ١/ ١٦٩، وينظر: "البحر المحيط" ١/ ٣١٧.
(٤) ينظر: "تفسير الطبري" ١/ ٤٣٦ - ٤٣٧، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٠٤٨، "زاد المسير" ١/ ١١٩، و"الدر المنثور" ١/ ١٧٦.
(٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٠٤٨ بسنده من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء بن ربيعة الزبيدي عن معاوية يرفعه، ونسبه في "الدر المنثور" ١/ ١٧٦ إلى الديلمي عن أبي أمامة، وهو من مظان الحديث الضعيف والله أعلم.
(٦) ينظر: "التفسير الكبير" للرازي ٣/ ١٩٦، "البحر المحيط" ١/ ٣٢٠ ورجَّح الأول.
(٧) ينظر: "التبيان" ١/ ٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>