للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لنسخه إياه، وإذا كان كذلك كان قوله: نُنسخ بضم النون كقراءة من قرأ: (نَنسخ) بفتح النون يتفقان في المعنى وإن اختلفا في اللفظ (١).

وقوله تعالى: {نُنْسِهَا} قرأ ابن كثير (٢) وأبو عمرو: (نَنْسَأها) مفتوحة النون مهموزة (٣).

قال أبو زيد: نسأتُ الإبل عن الحوض، فأنا أنسؤها نَسْأً، إذا أخَّرْتَها عنه، ونسأت الإبل: إذا زدتَ في ظمئها يومًا أو يومين أو أكثر، وتقول: انتسأتُ عنك انتساء: إذا تباعدتَ (٤) عنه (٥)، وفي الحديث: "إذا تناضلتم


(١) انتهى كلام أبي علي ملخصًا من "الحجة" ٢/ ١٨٤ - ١٨٦، وينظر: "المحرر الوجيز" ١/ ٤٢٨ - ٤٢٩، ونقله القرطبي ٢/ ٥٤ - ٥٦، قال أبو حيان في "البحر" ١/ ٣٤٢ معلقا على كلام أبي علي: فجعل الهمزة في النسخ ليست للتعدية، وإنما أفعل لوجود الشيء بمعنى ما صيغ منه، وهذا أحد معاني أفعل المذكورة فيه فاتحة الكتاب، وجعل الزمخشري الهمزة فيه للتعدية، قال: وإنساخها: الأمر بنسخها، وهو أن يأمر جبريل بأن يجعلها منسوخة بالإعلام بنسخها وقال ابن عطية: التقدير: ما ننسخك من آية، أي: ما نبيح لك نسخه، كأنه لما نسخه الله أباح لنبيه تركها بذلك النسخ، فسمى تلك الإباحة إنساخا (فالهمزة عنده للتعدية).
وخرج ابن عطية هذه القراءة على تخريج آخر، وهو أن تكون الهمزة فيه للتعدية أيضًا، وهو من نسخ الكتاب، وهو نقله من غير إزالة له، قال: ويكون المعنى: ما نكتب وننزل من اللوح المحفوظ، أو ما نؤخر فيه ونترك فلا ننزله، أي ذلك فعلنا فإنا نأتي بخير من المؤخر المتروك أو بمثله الخ وتعقبه أبو حيان. انتهى ملخصًا من "البحر المحيط".
(٢) هو: أبو معبد عبد الله بن كثير الداري المكي، أحد القراء السبعة المشهورين، تقدمت ترجمته ٢/ ٤١ - ٤٢.
(٣) ينظر: "السبعة" ص ١٦٨، "النشر" ٢/ ٢٢٠.
(٤) في (ش): (أخرتها).
(٥) نقله عنه في "الحجة" لأبي علي ٢/ ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>