للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إحداهما: الابتداء، والأخرى: بالفعل الذي ينوب عنه اللام (١)، أي: ثبت لله المشرق، ومثله قولك: لزيد المال، فيه الوجهان كما ذكرنا، ومعنى (لله) أي: هو خالقهما (٢).

قال ابن عباس: نزلت الآية في نفر من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خرجوا في سفر فأصابَهم الضَّبابُ، وحضرت الصلاةُ فتحرَّوا القبلةَ، وصلوا إلى أنحاء مختلفة، فلما ذهب الضباب استبان أنهم لم يصيبوا، فلما قدموا سألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك، فنزلت هذه الآية (٣).

وقال ابن عمر: نزلت في صلاة المسافر يصلي حيثما توجهت به راحلته تطوعًا (٤).

وروى أن النبى -صلى الله عليه وسلم- كان يصلى على راحلته فى السفر حيثما توجهت به (٥).

وقال عكرمة وأبو العالية: نزلت في تحويل القبلة، وذلك أن اليهود عيّرت المؤمنين في انحرافهم من بيت المقدس، فأنزل الله هذه الآية جوابًا


(١) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٩٧.
(٢) "تفسير الطبري" ١/ ٥٠١.
(٣) أخرجه ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، كما في "ابن كثير" ١/ ١٦٩، وذكره السمرقندي في "تفسيره" ١/ ١٥١، والثعلبي ١/ ١١٢٨، والسيوطي في "لباب النقول" ص ٢٣، وفي "الدر المنثور" ١/ ٢٠٥، وعزاه إلى ابن مردويه، وضعف إسناده. وقد ذكر ابن كثير في "تفسيره" روايات كثيرة في هذا ثم قال: وهذه الأسانيد فيها ضعف، ولعله يشد بعضها بعضًا.
(٤) أخرجه مسلم (٧٠٠/ ٣٤ - ٣٥ - ٣٦) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر حيث توجهت به.
(٥) أخرجه البخاري (٤٠٠) في الصلاة، باب التوجه نحو القبلة حيث كان، ومسلم (٧٠٠) صلاة المسافرين، باب جواز النافلة على الدابة في السفر حيث توجهت.

<<  <  ج: ص:  >  >>