للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهم (١).

قوله تعالى: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا} أي: وجوهَكم، فحذف المفعول (٢).

ومعنى {تُوَلُّوُا وُجُوهَكُم}: تجعلونها تليه، ونذكر معنى هذا الحرف عند قوله: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة: ١٤٨].

وقوله تعالى: {فَثَمَّ} قال أبو إسحاق: (ثَمّ) بُني على الفتح لالتقاء الساكنين، وثَمَّ في المكان: إشارة، بمنزلة هناك (٣)، فإذا أردت المكان القريب قلت: هنا زيد. وإذا أردت المتراخي قلت: هناك وَثَمّ. وإنما منعت (ثَمّ) الإعراب لإبهامها (٤).

قال أبو علي الفارسي: المبني على ضربين: مبني على حركة، ومبني على سكون، والمبني على الحركة على ضربين: أحدهما: ما يكون بناؤه على الحركة، لتمكّنه قبل حاله المفضية إلى بنائه (٥)، وذلك نحو: من عَلُ وأولُ ويا حَكَم، وما أشبه ذلك.


(١) ذكره عنهما الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١١٣٢وعنه البغوي ١/ ١٤٠، والخازن ١/ ٩٩، وينظر: "تفسير الطبري" ١/ ٥٠٢ - ٥٠٣، "الوسيط" ١/ ١٩٤. وقد ذكر الثعلبي ١/ ١١٣٢، والواحدي في "أسباب النزول" ص ٤٢، والحافظ في "العجاب" ١/ ٣٦٤ سببين آخرين غير ما ذكر. وقال في "البحر المحيط" ١/ ٣٦٠: وهذه أقوال كثيرة في سبب نزول الآية وظاهرها التعارض، ولا ينبغي أن يقبل منها إلا ما صح، وقد شحن المفسرون كتبهم بنقلها، وقد صنف الواحدي في ذلك كتابًا قلَّما يصح فيه شيء، وكان ينبغي أن لا يشتغل بنقل ذلك إلا ما صح.
(٢) ينظر: "الوسيط" ١/ ١٩٤.
(٣) في "معاني القرآن": هنا زيد.
(٤) بتصرف من "معاني القرآن" للزجاج ١/ ١٩٧، وينظر: "تفسير الطبري" ١/ ٥٠٥، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٢٠٨.
(٥) في "الإغفال": في حالة المفضية به إلى البناء.

<<  <  ج: ص:  >  >>