للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال: وقال بعضُ النحويين: أصلها ذرُّورَةٌ، على وزن فعلولة، ولكنَّ التضعيَف لمَّا كَثُرَ أُبْدِلَ من الراء الأخيرة ياء فصارت ذُرُّويَةً، ثم أُدغمت الواو في الياء فصارت: ذُرِّيَّة. قال: والقول الأول أقيسُ وأجود (١) عند النحويين (٢). واختاره (٣) الليث، فقال: هو فُعْليّة من الذر، كما قالوا: سُرّيَّة، والأصلُ من السّرّ، وهو النكاح (٤).

وزاد ابن الأنباري الوجهين (٥) اللذين ذكرهما أبو إسحاق بيانًا فقال: الذرية مأخوذةٌ من ذرأَ الله الخلق، ويكون أصلها ذُرُّوؤه، تُرِكَ هَمْزُها، وأبدل من الهمز ياءً، فلمَّا اجتمعت الياء والواو والسابقُ ساكنٌ أُبدلَ من الواو ياءً، وأُدغمت في الياء التي بعدَها، وكُسِرَ الراء لتصِحَّ الياء.

قال: ويجوزُ أن تكون (٦) منسوبة إلى الذر بالتشبيه في كثرة التوالد، وضم الذال لأن النسبة قد يغير فيها الحرف، كما قالوا: دُهريٌّ بضم الدال (٧)، وقالوا: بُصري للمنسوب إلى البصرة.

وقال الخليل: الذرية فُعْليّة، من ذَرَرْت؛ لأن الله تعالى ذَرَّهم في الأرض، أي: نشرهم.

قال أبو على الفارسي: أمَّا مثالُ ذرية من الفعل، فيجوزُ أن يكون


(١) في (م): (أجود وأقيس).
(٢) نقله عنه في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٢٧٧، وعنه في "اللسان" ٣/ ١٤٩١ (مادة: ذرأ).
(٣) في (أ) و (م): (واختيار).
(٤) نقله عنه في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٢٧٧.
(٥) المثبتمن (ش)، وفي غيرها: (للوجهين).
(٦) في (أ)، (م): (يكون).
(٧) الدهري، بضم الدال وفتحها، الذي يقول ببقاء الدهر "القاموس" ص ٣٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>