للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فُعلُولة من الذر، فأُبدلَتْ من الراء التي هي اللامُ (١) الأخيرة ياءً، ويحتملُ أن يكون فُعّيلة منه. فأبدلت من الراء الياء، كما يبدل من هذه الحروف للتضعيف، وإن وقع فيها الفصل. ويحتمل أن يكون فُعْلية نَسَبًا إلى الذرّ، إلا أن الفتحة أبدلت منها الضمة، كما أبدلوا في الإضافة إلى الدهر دُهري، وإلى السهل سُهلي. ويجوز أن يكون فُعِّيلة، من ذرأ الله الخلق، اجتمع على تخفيفها كما اجتمع على تخفيف البرية، ويجوز أن يكون فُعِّيلة، من قوله: {تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ} أُبدِلت من الواو الياء؛ لوقوع ياء قبلها (٢).

وقوله تعالى: {لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} أعلم الله إبراهيم أن في ذريته الظالم (٣). قال ابن عباس: يريد من كان من ولدك ظالمًا لم ينل عهدي (٤). يريد: ليس بإمام ولا كرامة (٥).

واختلفوا في معنى العهد هاهنا، فقال أبو عبيد: العهد هاهنا: الأمان، أي: لا ينال أماني الظالمين (٦)، يقول: لا أؤمنهم عذابي، وقال


(١) ساقطة من (م).
(٢) ينظر: تفصيل ذرية وما فيها من اشتقاق وتصريف في: "البحر المحيط" ١/ ٣٧٢ - ٣٧٣, "اللسان" ٣/ ١٤٩٤ (ذر) , ٣/ ١٤٩١ (ذرأ).
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٠٥.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٢٢٢ بمعناه.
(٥) تفسير العهد بالإمامة قال به: ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير، وبه قال كثيرون، ينظر: "تفسير الطبري" ١/ ٥٣٠، و"تفسير السمعاني" ٢/ ٤٥، "تفسير ابن عطية" ١/ ٤٧٧، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٤٠، و"تفسير القرطبي" ٢/ ٩٨.
(٦) "غريب الحديث" ١/ ٤٤٠، وذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١١٦٠ في نسخةٍ، وفي النسخة: أبو عبيدة، وليس في "مجاز القرآن" لأبي عبيدة، ونسبه الرازي في "تفسيره" ٤/ ٤٥ إلى أبي عبيد، وقد أخرجه الطبري ١/ ٥٣٠ عن قتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>