للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

التفرق في الجهات، جهة اليمين والشمال والخلف والقُدّام، ثم شبّه الاختلاف في المذاهب وفي كل شيء بالاختلاف في الطريق (١)، من جهة أن كل واحد من المختلفين على نقيض ما ذهب إليه الآخر، كالمختلفين في الطريق، ولما تفاوت الليل والنهار في النور والظلمة وغيرهما جعل ذلك اختلافا، فهذا أيضًا يعود في الاشتقاق إلى الخلف.

وقوله تعالى: {وَالْفُلْكِ} الفُلْك: واحد وجمع، ويذكر ويؤنث، وأصله من الدوران، وكل مستدير فُلك، وفَلَك السماء: اسم لأطواق (٢) سبعة، تجري فيها النجوم، وفَلَكَتِ الجارية: إذا استدارَ ثَدْيُها، وفَلَكَة (٣) المِغْزلَ من هذا، والسفينة سميت فُلكًا؛ لأنها تدور بالماء أسهل دور (٤). وإنما كانت للواحد والجمع؛ لأنه على بناء يصلح لها (٥)، فإذا أريد به الواحد ذُكِّر، وإذا أريد به الجمع أُنِّث. ومثلُ الفلك من الجموع التي كسرت الآحاد عليها واللفظ فيهما (٦) واحد: قولهم: ناقة هِجَان، ونوق هِجَان (٧)، ودرع دِلاصٍ، وأدرُع دِلاص (٨)، وشِمال: للخليقة والطبع،


(١) في (ش): (بالطريق).
(٢) في (ش): (لأطواف).
(٣) في (م): (وفلك).
(٤) ينظر في الفلك: "تفسير غريب القرآن" ص ٦٤، "تفسير الطبري" ٢/ ٦٤، "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٨٣٠ - ٢٨٣١، "المفردات" ص ٣٨٧، "اللسان" ٦/ ٣٤٦٥ (فلك)، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٧٨.
(٥) في (م): (بها).
(٦) في (ش): (فيها).
(٧) (نوق هجان) سقطت من (ش). والهجان: البيض الخوالص.
(٨) دلاص: ملساء ليِّنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>