للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن مسلم (١) والزجاج (٢)، فإنهما قالا: خُطواتُ الشيطان: طُرُقُه. وإن جعلت الخُطوة بمعنى: الخَطوة كما ذكره اللحياني، فالتقدير: لا تأتموا به، ولا تَقْفُوا أَثَرَه. والمعنيان يتقاربان وإن اختلف التقديران (٣)، وهذا قول المؤرِّج. قال: خطوات الشيطان: آثاره (٤).

وقال الوالبي عن ابن عباس: خُطوات الشيطان: عمله (٥)، وهذا على أن يكون الخُطوة بمعنى الخَطوة، وخَطوة الشيطان: عمله.

وقال الكلبي (٦) والسُّدّي (٧): يعني: طاعته، وهذا على أنَّ من اقتدى بإنسان واتبع خطاه فقد أطاعه، يريد: لا تطيعوا الشيطان (٨).

وفي الخطوات قراءتان: ضَمُّ العين وإسكانها (٩)، فمن ضم العين فلأن الواحدة خُطوَة، فإذا جمعتَ حركتَ العينَ للجمع، كما فعلت


(١) "تفسير غريب القرآن" لابن قتيبة ص ٦٤.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٤١.
(٣) ما تقدم في معنى الخطوة من قوله. وقالوا: خطوت خطوة، من كلام أبي علي في "الحجة" ٢/ ٢٦٧.
(٤) نقله عنه الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٣٢٨، وأبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٧٩.
(٥) أخرجه عنه الطبري ٢/ ٧٦، وذكره الثعلبي ١/ ١٣٢٧.
(٦) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ١/ ١٣٢٧.
(٧) أخرجه عنه الطبري ٢/ ٧٧، وذكره الثعلبي ١/ ١٣٢٧.
(٨) ذكر الطبري ٢/ ٧٧: أن هذه الأقوال قريب معنى بعضها من بعض؛ لأن كل قائل منهم قولًا في ذلك فإنه أشار إلى نهي اتباع الشيطان في آثاره وأعماله. وقال أبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ٤٧٩: وهذه أقوال متقاربة.
(٩) قرأ: نافع وأبو عمرو وشعبة وحمزة بإسكان الطاء، والباقون: بضمها. ينظر: "السبعة" ص ١٧٤، "النشر" ٢/ ٢١٦، "البدور الزاهرة" ص ٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>