للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك الدم يخصه قوله تعالى: {أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا} [الأنعام: ١٤٥]، فقيد هناك، وأطلق هاهنا، والمطلق يحمل على المقيد (١)، وقولُه - صلى الله عليه وسلم -: "وَدَمَان" وكانت العرب تجعل الدَّمَ في المباعر، وتشويها ثم تأكلها (٢)، فحرّم الله تعالى الدم.

وقوله تعالى: {وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ} أراد: الخنزيرَ بجميع أجزائه، وخص اللحم؛ لأنه المقصود بالأكل (٣)، {وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} أبو عبيد: قال الأصمعي: الإهلال أصله: رفع الصوت، وكل رافع صوتَه فهو مُهِلّ، قال ابن أحمر (٤):


= ١/ ٣٩٧، من طريق عبد الرحمن وأسامة وعبد الله بني زيد بن أسلم وبنو زيد متكلم فيهم. وقد صحح الحديث موقوفًا أبو زرعة في "علل الحديث" ٢١٧١، والبيهقي وهو موقوف له حكم الرفع. ينظر: "حاشية أبي الطيب على سنن الدارقطني" ٤/ ٢٧٢، "السلسلة الصحيحة" ٣/ ١١١، وتحقيق "تفسير الثعلبي" للدكتور خالد العنزي ١/ ١٣٤٦.
(١) ينظر: "تفسير الطبري" ٨/ ٧١، الثعلبي ١/ ١٣٤٣، "أحكام القرآن" للكيا الهراسي ١/ ٧١ - ٧٢، "أحكام القرآن" لابن العربي ١/ ٥٢، "تفسير القرطبي" ٢/ ١٩٩.
(٢) في (م): (وتأكلها).
(٣) وقد حكي الإجماع على هذا، وممن حكاه: السمرقندي ١/ ١٧٧، وابن حزم في "المحلى" ٧/ ٣٩١، وابن رشد في "بداية المجتهد" ١/ ٤٥٢، وابن عطية ٢/ ٦٩، والرازي ٥/ ٢٢، والقرطبي ٢/ ٢٠٥، والشوكاني في "فتح القدير" ١/ ٢٦٢.
(٤) هو عمرو بن أحمر بن العمرو بن تميم بن ربيعة الباهلي، أبو الخطاب، أدرك الإسلام فأسلم، وغزا مغازي الروم، وأصيبت إحدى عينيه هناك، ونزل الشام، وتوفي على عهد عثمان، وهو صحيح الكلام، كثير الغرائب. ينظر: "طبقات فحول الشعراء" ٢/ ٥٧١، و ٥٨٠، و"الشعر والشعراء" ص ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>