للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإجماعُ المفسرين على أن المراد بهذا الصيام صيام شهر رمضان (١)، وقد كان الفرض في ابتداء الإسلام صومَ يوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، فنسخ ذلك بصيام رمضان قبل قتال بدر بشهرين (٢).


(١) حكى الواحدي هذا الإجماع في "الوسيط" ١/ ٢٧٢، ولا يسلم له؛ لورود الخلاف؛ حيث يرى جماعة أن المراد صيام ثلاثة أيام من كل شهر، أو صيامها وصيام عاشوراء، على خلاف بين القائلين بذلك، وبه قال قتادة وعطاء، وروي عن ابن عباس.
وقد بيَّن الحافظ في "الفتح" ٨/ ١٧٨ أن الناس اختلفوا في التشبيه الذي دلت عليه الكاف، هل هو على الحقيقة، فيكون صيام رمضان قد كتب على الذين من قبلنا؟ أو المراد: مطلق الصيام دون وقته وقدره؟ قولان، والثاني قول الجمهور. وينظر في ذكر الخلاف: "تفسير الطبري" ٢/ ١٣٠، "المحرر الوجيز" ٢/ ٩٩ - ١٠٢، "النكت والعيون" ١/ ٢٣٠، "الإجماع في التفسير" ص ١٩٩ - ٢٠٠.
(٢) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٢٩ - ١٣٠، "تفسير ابن أبي حاتم" ١/ ٣٠٤ - ٣٠٥، "الدر المنثور" ١/ ٣٢٢.
قال البغوي ١/ ١٩٦: قيل: كان في ابتداء الإسلام صوم ثلاثة أيام من كل شهر، ثم نسخ بصوم رمضان، ويقال. نزل صوم شهر رمضان قبل بدر بشهر وأيام، قال محمد بن إسحاق: كانت غزوة بدر يوم الجمعة، لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان على رأس ثمانية عشر شهرًا من الهجرة، ثم ذكر حديث عائشة في الصحيحين، قالت: كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية، فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان كان هو الفريضة، وترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه. البخاري (٢٠٠٢) كتاب الصوم، باب: صوم عاشوراء، ومسلم (١١٢٥) كتاب الصوم، باب: صوم عاشوراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>