للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للمواقعة (١)، يريد: أن كلَّ واحد منهما يستر صاحبه عند الجماع عن أبصار الناس، (٢) وهذا من خصائص الإنسان.

قال عمرو بن يحيى (٣): ليس شيء من الحيوان يتبطن طروقته غير الإنسان والتمساح. وزاد غيره: الدُبُّ. ومعنى تبطن: أتى من جهة البطن (٤).

وقيل: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ} أي: سكن لكم وأنتم سكن لهن، وهو قول ابن عباس في جميع الروايات (٥)، وقول مجاهد (٦) وقتادة (٧).

والمعنى: أنكم تلابسونهن وتخالطونهن بالمساكنة، وهن كذلك، أي: قَلَّ ما يَصْبرُ أحد الزوجين عن الآخر.

ويقال: إنما سُمِي الزوجان (٨) لباسًا؛ لسَتر كل واحد منهما صاحبه عما لا يحلّ (٩)، كما جاء في الخبر: (من تزوج فقد أحرز ثلثي دينه) (١٠).


(١) رواه الطبري عنه في "تفسيره" ٢/ ١٦٣.
(٢) "تفسير البغوي" ١/ ٢٠٧.
(٣) في (ش): (عمرو بن بحر) أقول لعله الجاحظ فليلاحظ
(٤) "حياة الحيوان الكبرى" للدميري ١/ ١٦٤. (ط. دار الفكر).
(٥) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ١/ ٣١٦، وقال بعده: وروي عن مجاهد وسعيد ابن جبير وقتادة والسدي ومقاتل بن حيان نحو ذلك.
(٦) رواه الطبري في "تفسيره" عنه ٢/ ١٦٣، وابن أبي حاتم ١/ ٣١٦.
(٧) رواه الطبري عنه ٢/ ١٦٣.
(٨) في (م): (سمي الزوجين).
(٩) ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ١٦٣، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣٢٥، "تفسير البغوي" ١/ ٢٠٧، "التفسير الكبير" ٥/ ١٠٦، "البحر المحيط" ١/ ٤٨.
(١٠) ذكره البغوي في "تفسيره" ١/ ٢٠٧، دون إسناد، والحديث لفظه في كتب السنة الأخرى: "من تزوج فقد استكمل نصف دينه، أو نصف الإيمان" رواه الطبراني في "الأوسط" عن أنس برقم ٧٦٤٣، ورقم ٨٧٨٩، والأصفهاني في "الترغيب =

<<  <  ج: ص:  >  >>