للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السِّلْم لغة في السِّلم الذي يراد به (الإسلام، إلا أن يقال: إن الفتح لغة في الكسر الذي يراد به) (١) الصلح، ويتأول أن الإسلام صلحٌ على نحو ما بينا (٢). والذي يراد به الصلح فيه ثلاث لغات: السِّلْم والسَّلْم والسَّلَم. وأنشد أبو عبيدة:

أنائلَ إنَّنِي سَلَمٌ ... لأهلِكِ فاقْبَلي سَلَمِي (٣)

وقرئ {وَلَا تَقُولُوا لِمَن أَلقَىَ إِليَكُمُ السَّلَامَ} [النساء: ٩٤] (٤).

والمراد بالسِّلم في هذه الآية: الإسلام (٥)؛ لأن المراد إنما هو


(١) ساقطة من (ي).
(٢) من "الحجة" ١/ ٢٩٣، وقد اختصر الواحدي كلامه كثيرًا، وينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٣٢٣.
(٣) البيت لمسعدة بن البختري يقوله في نائلة بنت عمر بن زيد الأسيدي، وكان يهواها، انظر: "الأغاني" ١٣/ ٢٧١، "تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاج ص ٤٣، "الحجة للقراء السبعة" ٢/ ٢٩٤. وفي "اللسان" (مادة: سلم) ضبطت بكسر السين وتسكين اللام.
(٤) من "الحجة" ١/ ٢٩٣ - ٢٩٤ بتصرف واختصار، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٧٩، وآية النساء في المخطوطة كتبت: السلم، وهي كذلك في "الحجة" ٢/ ٢٩٦، وأما في "معاني القرآن" للزجاج فكتبت: السلام، بألف، والظاهر أن المؤلف ساقها شاهدا على السلم، وقد اختلف فيها القراء، فقرأها بالألف: ابن كثير وأبو عمرو والكسائي وعاصم، وقرأها بغير ألف: نافع وابن عامر وحمزة. ينظر في تفصيل ذلك: "السبعة" لابن مجاهد ص ٢٣٦.
(٥) ذكر الطبري في "تفسيره" ٢/ ٣٢٢ - ٣٢٣، وكذا ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٣٧٠ الرواية بذلك عن ابن عباس ومجاهد وعكرمة وطاوس وقتادة والسدي وابن زيد والضحاك. وقيل: بل المراد: الطاعة، وهو مروي عن ابن عباس وأبي العالية والربيع. وقيل: في أنواع البر كلها، وهو مروي عن مجاهد وسفيان الثوري، وهذه الثلاثة متقاربة، وقيل: الموادعة، وهو مروي عن قتادة، وينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ٦٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>