للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تحضيضهم على الإسلام والدعاء إليه، والدخول فيه، وليس المراد: أدخلوا في الصلح، وليس ثَمّ صُلْحٌ يدعون إلى الدخول فيه (١)، إلا على التأويل الذي ذكرنا أن الإسلام صلح (٢).

قال ابن عباس في رواية عطاء (٣)

وقتادة (٤) وابن زيد (٥) والضحاك والسُّدِّي (٦): نزلت هذه الآية في عبد الله بن سلام وأصحابه، وذلك أنهم حين آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قاموا بشرائعه وشرائع موسى، فعظموا السبت، وكرهوا لُحْمَانَ الإِبِلِ وألبَانَها بعد ما


(١) من قوله: وليس المراد ساقطة من (ي).
(٢) من "الحجة" ١/ ٢٩٣ بتصرف، وينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٣٢٣.
(٣) رواه الواحدي بسنده في "أسباب النزول" ص ٦٨، وفي إسناده عبد الغني بن سعيد الثقفي، وهو واه كما قال ابن حجر في "العجاب" ١/ ٥٣٠، وذكره مقاتل في "تفسيره" ١/ ١٧٩ - ١٨٠ بمعناه، ورواه الطبري ٢/ ٣٢٥، عن ابن جريج عنه بلفظ: يعني أهل الكتاب، ورواه ابن أبي حاتم ٢/ ٣٦٩ - ٣٧٠ عن عكرمة عن ابن عباس قال: يعني مؤمني أهل الكتاب، ثم ذكره عن مقاتل بن حيان، أنه قال: عبد الله بن سلام، ومؤمنوا أهل "الكتاب"، ورواه الطبري عن عكرمة قال: نزلت في ثعلبة وعبد الله بن سلام وابن يامين وأسد وأسيد بن كعب وسعية بن عمرو وقيس بن زيد -كلهم من يهود- قالوا: يا رسول الله، يوم السبت يوم كنا نعظمه فدعنا فلنسبت فيه، إلخ. بمعناه. وقد اعترض ابن كثير في "تفسيره" ص ٢٦٦ على رواية عكرمة فقال: وفي ذكر عبد الله بن سلام مع هؤلاء نظر؛ إذ يبعد أن يستأذن في إقامة السبت، وهو مع تمام إيمانه يتحقق نسخه ورفعه وبطلانه، والتعويض عنه بأعياد الإسلام.
(٤) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ١٥/ ٨٢، والطبري ٢/ ٣٢٣، وذكره ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٣٧٠، والثعلبي ٢/ ٦٧١.
(٥) رواه الطبري ٢/ ٣٢٣، وذكره الثعلبي ٢/ ٦٧١.
(٦) انظر المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>