للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدنيا (١).

وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} قال ابن عباس في رواية عطاء: يريد أن أموال قريظة والنضير تصير إليكم بلا حساب ولا قتال بأسهل شيء وأيسره (٢)، فيكون على هذا: والله يرزق من يشاء بغير تقدير من المرزوق للرزق، فيصير إليه ما لم يكن يحتسبه ولم يؤمله، ويكون ذلك من أهنأ العطاء وأحلا الأرزاق، لذلك مدح الله نفسه بهذا.

وقال في رواية لأبي صالح: يعني: كثيرًا بغير فوت ولا مقدار؛ لأن كل ما دخل عليه الحساب فهو قليل (٣). وقال الضحاك: يعني من غير تبعة في الدنيا ولا حساب في الآخرة (٤)، دليله قوله: - صلى الله عليه وسلم -: "يدخل الجنة سبعون ألفًا من أمتي بغير حساب" (٥).

وقال مقاتل: يرزق من يشاء حين بسط للكافرين في الرزق، وقتّر على


(١) ينظر: "المحرر الوجيز" ٢/ ٢٠٤ - ٢٠٥، "زاد المسير" ١/ ٢٢٨، "التفسير الكبير" ٦/ ٨، وذكر ابن عطية أن هذه الاحتمالات المذكورة حفظ لمذهب سيبويه والخليل في أن التفضيل إنما يجيء فيما فيه شركة، والكوفيون يجيزونه حيث لا اشتراك.
(٢) هذا من تتمة الخبر السابق، عن عطاء، وقد تقدم تخريجه آنفا. وينظر في: "البحر المحيط" ١/ ١٣١، "غرائب النيسابوري" ٢/ ٣٠١، "الوسيط" للواحدي ١/ ٣١٥.
(٣) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ٧١٢، "البغوي" في "تفسيره" ١/ ٢٤٣، وروى ابن أبي حاتم ٢/ ٣٧٥ عن ابن عباس في تفسيرها قوله: ليس على الله رقيب ولا من يحاسبه.
(٤) ذكره عنه الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ٧١٣، "البغوي" في "تفسيره" ١/ ٢٤٣.
(٥) رواه البخاري (٦٠٥٩) كتاب الرقاق، باب: يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب، (٥٢٧٠) كتاب الطب، باب: من اكتوى أو كوى غيره وفضل من لم يكتو، ومسلم (٣١٧) كتاب الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>