للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استعين به أعان) (١)، وإن استنفر نفر، وإن استغني عنه قعد (٢).

وقال أبو عبيد: القول في الجهاد أنه حق لازم للناس، غير أن بعضهم يقضي ذلك عن بعض، وإنما وسعهم هذا لقوله: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً} [التوبة: ١٢٢] فإنها فيما يقال ناسخة لفرض الجهاد، والإجماع اليوم على أنه من فروض الكفاية، إلا أن يدخل المشركون ديار المسلمين فإنه يتعين على كافة المسلمين، إلى أن يقوم بكفايتهم من يصرف وجوههم.

وقوله تعالى: {وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} يعني: القتال كره لكم، وكان الكسائي يقول في الكَرْه والكُرْه: هما لغتان في المشقة (٣) (٤).

قال الفراء: الكُره: المشقة، قمت على كُره، أي: على مشقة، وقال: أقامني على كره، إذا أكرهك عليه، فالكُره عند الفراء: الإجبار، ولهذا لم يقرأ هاهنا (كَرْه) بالفتح، كما قرأ في سائر المواضع بالضم والفتح؛ لأن المشقة هاهنا أليق من الإجبار (٥).


(١) ساقط من (م).
(٢) قول الزهري رواه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" ص ٢٠٤، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٣٨٢، وقول الأوزاعي ذكره أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" ص ٢٠٥، والطبري في "تفسيره" ٢/ ٣٤٤.
(٣) ساقط جميعًا من (ي).
(٤) ينظر في بيان أنهما لغتان بمعنى: "معاني القرآن" للأخفش ١/ ٣٦٥، و"تفسير الطبري" ٢/ ٣٤٥، و"الصحاح" ٦/ ٢٢٤٧.
(٥) ينظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٨٨، و"تهذيب اللغة" ٤/ ٣١٣٦ "كره"، و"المفردات" ص٤٣١، "عمدة الحفاظ" ٣/ ٤٥٩، "اللسان" ٧/ ٣٨٦٤، ٣٨٦٥، قال الزجاج: والكره يقال فيه: كرهت الشيء كُرها وكراهية، وكل ما في كتاب =

<<  <  ج: ص:  >  >>