للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويمنع منه.

والمبتدأ (١) إنما يذكر ويلقى إلى المخاطب ليسند إليه حديث (٢) يُفَاده (٣) المخاطب، وإذا كان كذلك، علمت أن رفضه خلاف الغرض الذي يقصد به، وهذا في المعنى فاسد مرذول، وليس في كلامهم (له) نظير (٤)، وما احتج به من البيت يجوز على حذف: أن يتندم لأجلي، لا على أنه ترك الأول (٥).

وقوله تعالى: {وَعَشْراً} بلفظ التأنيث، وأراد الأيام، وإنما كان كذلك تغليب الليالي على الأيام إذا (٦) اجتمعن في التاريخ وغيره، وذلك أن ابتداء الشهر يكون بالليل، فلما كانت الليالي الأوائل غلبت، لأن الأوائل أقوى من الثواني (٧).

قال ابنُ السِّكِّيت: يقولون (٨): صمنا خمسًا من الشهر، فيغلبون


(١) في (ي): (فالمبتدأ).
(٢) في (ش): (حديثًا).
(٣) في الإغفال: (بإفادة).
(٤) من كلام أبي علي في "الإغفال" ص ٥٢٨.
(٥) ينظر: في إعراب الآية: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣١٧ - ٣١٨، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١١٥٤، "التبيان" ص ١٤٠، "البحر المحيط" ٢/ ٢٢٢. وذكر قول سيبويه، وحاصله: أن (الذين) مبتدأ، والخبر محذوف تقديره: وفيما يتلى عليكم حكم الذين يتوفون منكم، ومثله: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ} [المائدة: ٣٨].
(٦) في (ي): (فإذا).
(٧) ينظر: "الكتاب" لسيبويه، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١١٥٩، "شرح الكافية الشافية" ٣/ ١٦٩٠ - ١٦٩٢، "الأصول" لابن السراج ٢/ ٤٢٨ - ٤٢٩، "همع الهوامع" ٢/ ١٤٨.
(٨) في (ي): (يقول).

<<  <  ج: ص:  >  >>