للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الليالي على الأيام، إذا لم يذكروا الأيام وإنما يقع الصيام على الأيام؛ لأن ليلة كل يوم قبله، فإذا أظهروا الأيام قالوا: صُمنا خمسة أيام (١).

قال الزجاج: وإجماع أهل اللغة: سرنا خمسًا بين يوم وليلة (٢)، وأنشدوا للجعدي:

فَطَافَتْ ثَلاثًا بَيْن يَوْمٍ ولَيْلَةٍ ... وكان النَّكِيُر أن تُضيفَ وتَجْأَرا (٣)

وفيه وجه آخر لأصحاب المعاني: وهو أنه أنث العشر لأنه أراد الليالي، والعرب تذكر الليالي والمراد بها الأيام، كقولهم: خرجنا ليالي الفتنة، وخفنا ليالي إمارة الحجاج، وقال أبو عمرو بن العلاء: هربنا ليالي إمارة الحجاج.

وإنما يُراد الأيام بلياليها، وهذا قريب من الأول (٤).

وكان المبرد يقول: إنما أنث العشر لأن المراد به المدة، معناه: وعشر مدد، وتلك المدد كل مدة منها يوم وليلة، والليلة مع اليوم مدة معلومة من الدهر (٥).

وذهب بعض الفقهاء إلى ظاهر الآية فقال: إذا انقضى لها أربعة أشهر


(١) "لسان العرب" ٢/ ١٢٦٢ (مادة: خمس).
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣١٦.
(٣) البيت في ديوانه ص ٤١، و"الكتاب: لسيبويه" ٣/ ٥٦٣، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١١٦٠و"الكتاب: لسيبويه" ٣/ ٥٦٣، "لسان العرب" ٢/ ١٢٦٢ (مادة: خمس) والشاعر يصف بقرة فقدت ولدها.
(٤) ينظر: "البحر المحيط" ٢/ ٢٢٣ - ٢٢٥.
(٥) نقله في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١١٦٠، "المحرر الوجيز" ٢/ ٣٠٠، "البحر المحيط" ٢/ ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>