للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما يمنعك أن تصلي، فلما ذهب إلى معنى المنع أدخل أن (١)، الدليل على ذلك: قوله: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ} [ص: ٧٥]، وعلى هذا المعنى قال: {مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ} [الحجر: ٣٢] (٢).

وقال الكسائيُّ: المعنى: وما لنا في أن نقاتل، فأسقط (في) (٣) وارتضى الزجاج هذا القولَ وصحَّحه.

وقال: المعنى: أي شيء لنا في أن لا نقاتل. أي: أيُّ غرضٍ (٤) لنا في ترك القتال وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا، ولكن (في) سقطت مع (أن)، وكثيرًا ما يحذف حرف الجر مع أن، وقد مضت لهذا نظائر (٥).

ورجح أبو علي الفارسي قول الكسائي على قول الفراء، فقال: إذا اتجه للكلام وجه صحيح وكان مستمرًّا على الأصول، فلا معنى للعدول عنه إلى غيره، وكما جاز وقوع الفعل موقع الحال في قولك: ما لك تفعل كذا، والمعنى: ما لك فاعلًا، كذلك يجوز وقوع حرف الجر موقعها، كما ذكر الكسائي، وسد مَسَدَّها، ألا ترى أنك تقول: خرجت في الثياب، كما تقول: خرجت لابسًا، فالظرف هاهنا يقع موقع الحال، فكذلك في الآية، فإذا كان ما ذكرناه من تقدير حرف الجر متجها (٦) متخرجًا (٧) على معنى


(١) في (ش): (أنَّ).
(٢) "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٦٣ - ١٦٤.
(٣) نقله عنه الفراء في "معاني القرآن" ١/ ١٦٥، والثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٣٤١.
(٤) في (ي): (أي: أي شيء) وفي (ش): (أي أي لنا).
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٢٧.
(٦) من قوله: (موقعها ..) ساقط من (ش).
(٧) في (ش): (متحركًا).

<<  <  ج: ص:  >  >>