للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مستقيم ولفظ مستعمل، لم يكن بنا حاجة إلى أن نقدر أنَّ معنى ما لنا: ما يمنعنا، وكأنه قال: ما يمنعنا أن نقاتل أي: ما يمنعنا من أن نقاتل (١)، على أنا لا ندفع الحمل على المعنى في كثير من المواضع، ولكن لا يستحسن (٢) ترك الظاهر والعدول عنه إلى غيره ما وجد للتأويل على الظاهر مساغ، وإذا حمل الكلام على ما ذكره الفَرَّاء ففي الكلام تقدير حرف جرٍ، كما أن في حمله على الظاهر تقديرُ حرفِ جرٍّ (٣)، وإذا استوتِ الحالتانِ فلزومُ الظاهرِ أعْجَبُ إلينا (٤).

وعلى الأقوال كلها (أن لا نقاتل (٥)) في محل النصب، لوقوعه موقع الحال، كقوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ} [النساء: ٨٨] وقوله: {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ} [المدثر: ٤٩]، كأنه (٦) قيل: ما لنا غير مقاتلين. وكما جاز وقوع الفعل الموجب موقع الحال في هذا النحو مثل: ما لك نفعل كذا، جاز أيضًا وقوع المنفي موقعه نحو: ما لك لا تفعل، كقوله تعالى: {مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا} [يوسف: ١١] {مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ} [الصافات: ٩٢] (٧) وأنشد أبو زيد:


(١) من قوله: (أي ما ..) ساقط من (ي).
(٢) في "الإغفال": (لا نستحسن).
(٣) من قوله: (كما أن ..) ساقط من (ي).
(٤) من "الإغفال" ص ٥٣٧ - ٥٤٠ بتصرف واختصار.
(٥) في (ي) (لا تقاتلوا).
(٦) في (ش): (له).
(٧) ينظر في إعراب الآية: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ٣٢٥، "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٣٤٠، "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٣٤، "التبيان" ١٤٧،"البحر المحيط" ٢/ ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>