للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

روي عن نافع من إثباته عند استقبال همزة (١)، والصحيح من القراءة ما عليه القراء (٢)؛ لأن (أنا) ضمير المتكلم، والاسم الهمزة والنون، فأما الألف فإنما تلحقها في الوقف، كما تلحق الهاء في (مسلمونه) للوقف، وكما أن الهاء التي تلحق للوقف إذا اتصلت الكلمة التي هي فيها بشيء (٣) سقطت. كذلك هذه الألف تسقط في الوصل؛ لأن (٤) ما تتصل به يقوم مقامه، ألا ترى أَنَّ همزة الوصل إذا اتصلت الكلمة التى هي فيها (٥) بشيء سقطت ولم تثبت؛ لأن ما تتصل به يتوصل به إلى النطق بما بعد الهمزة، فلا تثبت الهمزة لذلك، وكذلك الألف في أنا والهاء التي للوقف (٦)، إذا اتصلت الكلمة التي هما فيها بشيء سقطتا ولم يجز إثباتهما، كما لم تثبت همزة الوصل؛ لأن الهمزة في هذا الطرف مثل الألف والهاء في الطرف (٧) الآخر وأما قراءة نافع فهي ضعيفة جدًّا (٨)، لأنه أجرى الوصل مجرى الوقف (٩)،


(١) ينظر: "السبعة" ص ١٨٨، "الحجة" ٢/ ٣٥٩، ونافع يثبت الألف عند استقبال همزة في جميع القرآن، إلا في قوله: {إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} [الشعراء: ١١٥] فإنه يطرحها في هذا الموضع مثل سائر القراء، ولم يختلفوا في حذف الألف إذا لم تلقها همزة، إلا في قوله: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} [الكهف: ٣٨].
(٢) ينظر التعليق لأبي حيان عند قوله تعالى: "إلا من اغترف غرفة بيده" [البقرة: ٢٤٩].
(٣) في (ي) و (ش): (شيء).
(٤) ساقط من (ي).
(٥) ساقط من (ى).
(٦) في (م): (في أنا والتي للوقف)، وفي (ش): (في أنا والهاء التى في الوقف).
(٧) في (ش): (الظرف) في الموضعين.
(٨) هذه العبارة، وأما قراءة نافع فهي ضعيفة جدًّا ليست من كلام أبي علي.
(٩) هذا قول في توجيه قراءة نافع، والقول الآخر: أنها لغة، قال أبو حيان في "البحر المحيط" ٢/ ٢٨٨: والأحسن أن تجعل قراءة نافع على لغة بني تميم، لا أنه من=

<<  <  ج: ص:  >  >>