للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الشعبي (١) والكلبي (٢): يعني: تصديقًا من أنفسهم، يعلمون أن ما أَخْرجوا خيرٌ لهم مما تركوا. وقال بعضهم: التثبيت، هاهنا، بمعنى: التثبت، وهو مذهب عطاء ومجاهد والحسن، قال عطاء (٣) ومجاهد (٤): يتثبت في صدقته، فيضعها في أهل الصلاح والعفاف، فهذا تثبت في طلب من يصرف إليه المال. وقال الحسن: كان الرجل إذا هم بصدقة تثبت، فإن كان لله أمضى، وإن خالطه شك أمسك (٥). وإنما جاز أن يكون التثبيت بمعنى التثبت؛ لأنهم ثبتوا أنفسهم تثبيتًا في طلب المستحق، وصرف المال في وجهه، فكانوا متثبتين، كما أن من صرف نفسه عن شيء فهو منصرف، وصح أن يقال: انصرف عنه، كذلك هؤلاء لما ثبتوا أنفسهم جاز أن يقال: تثبتوا (٦).

وقوله تعالى: {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ} (٧) الرَّبْوة: ما ارتفع من


(١) رواه ابن زنجويه في "الأموال" ٣/ ١٢٢٠، والطبري في "تفسيره" ٢/ ٦٩، و"ابن أبي حاتم" في تفسيره ٢/ ٥١٩، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٥٨٥، والبغوي في "تفسيره" ١/ ٣٢٨.
(٢) ذكره أبو المظفر السمعاني ٢/ ٤٢٨، والثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٥٨٥، والبغوي في "تفسيره" ١/ ٣٢٨، والواحدي في "الوسيط" ١/ ٣٧٩.
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٥٨٦، والبغوي في "تفسيره" ١/ ٣٢٨، والرازي ٧/ ٦٠.
(٤) رواه ابن زنجويه في "الأموال" ٣/ ١٢٢٠، والطبري في "تفسيره" ٢/ ٦٩، و"ابن أبي حاتم" في تفسيره ٢/ ٥٢٠.
(٥) رواه ابن زنجويه في "الأموال" ٣/ ١٢٢١، والطبري في "تفسيره" ٢/ ٧٠، و"ابن أبي حاتم" في تفسيره ٢/ ٥٢٠ بمعناه.
(٦) ينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٨٦.
(٧) قرأ عاصم وابن عامر (برَبوة) بفتح الراء، وقرأ الباقون بضم الراء. ينظر "السبعة" ١٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>