للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأرض، وفيها لغات: رُبْوة ورَبْوة ورِبْوة ورَباوة ورِباوَةٌ ورُباوة (١).

قال الأخفش والذي نختاره: رُبْوَةٌ بالضم (٢)، لأنك لا تكاد تسمع في جمعها غير الرُّبَى، وأصلها من قولهم: رَبَا الشيء يَرْبُو: إذا زاد وارتفع، ولهذا يقال لها: الرَّابِيَة؛ لأن أجزاءها ارتفعت عن صفحة المكان الذي هي بها (٣)، ومن هذا يقال: أصابه رَبْوٌ: إذا أصابه نفسٌ في جوفه لزيادة النفس على عادته، ومن هذا أيضًا: الربا في المال؛ لأنه معاملة على أن يأخذ أكثر مما يُعطي، وإنما خصت الجنة بأنها على ربوة؛ لأن الموضع المرتفع من الأرض إذا كان له ما يُرَوِّيْهِ من الماء فهو أكثرُ ريعًا من المستفل، ونَبْتُه يكونُ أحسن، وأنضر ما تكون الجنان والرياض على الرُّبى، قال الأعشى:

ما رَوْضَةٌ (مِنْ رِياضِ) (٤) الحَزْنِ (٥) مُعْشِبَةٌ ... خَضْرَاءُ جَادَ عليها مُسْبِلٌ هَطِلُ

فخص رياض الحزن (٦) لما ذكرنا (٧) (٨).


(١) ينظر: "مجاز القرآن" ١/ ٨٣، "معاني القرآن" للأخفش ١/ ١٨٤، "غريب القرآن" ص ٨٧، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٤٨، "الحجة" ٢/ ٣٨٥.
(٢) نقله عنه في "الحجة" ٢/ ٣٨٥، "المفردات" ص١٩٣.
(٣) من كلام أبي علي في "الحجة" ٢/ ٣٨٦.
(٤) سقطت من (ش).
(٥) في (م) و (ي): (الحسن)، وفي (ش): (الحي).
(٦) في (م): (الحسن)، وفي (ش): (الجون).
(٧) البيت في "ديوانه" ص ١٤٥، "لسان العرب" ١/ ٤٢٨ (مادة: ترع)، "تهذيب اللغة" ١/ ٤٣٥، وينظر: "المعجم المفصل" ٦/ ٢٤٠.
(٨) ينظر في ربو: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٣٤٨، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٣٣٤، "المفردات" ١٩٣، "اللسان" ٣/ ١٥٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>