للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني: الرديء من أموالكم (١).

وقوله تعالى: {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} قال الفراء: (أن) هاهنا في مذهب جزاء، يدلك عليه: أن المعنى: إن أغمضتم بعض الإغماض أخذتموه، وإنما فتحتها لأن إلا وقعت عليها، وهي في موضعِ خفضٍ، وإذا رأيت (أن) في الجزاء قد أصابها معنى خفض أو نصب أو رفع، انفتحت فهذا من ذلك، والمعنى، والله أعلم: ولستم بآخذيه إلا على الإغماض، أو بإغماض، وعن إغماض. قال: ومثله: قوله: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا} [البقرة: ٢٢٩] {إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ} [البقرة: ٢٣٧] (٢).

وأنكر المبرد ذلك، وقال: (أن) إذا كانت مع الفعل بمعنى المصدر كانت مفتوحة أبدًا على كل حال، وذلك نحو: أن تأتينى خير لك. والمعنى في الآية: ولستم بآخذيه إلا بإغماضكم فيه (٣).

والإغْمَاضُ في اللغة: غَضُّ البصر (٤)، وإطباق جَفْنٍ على جَفْنٍ، قال رؤْبة:

أَرَّقَ عَيْنِي عن الإِغْمَاضِ ... بَرْقٌ سَرَى في عَارِضٍ نهّاض (٥)

وأصله من الغموض، وهو الخفاء، غمُض الشيء يَغْمُضُ غُموضًا، والإغْمَاضُ والغَمْضُ (٦): إطباق الجفن؛ لأنه إِخْفَاءُ العين، والغَمْضُ:


(١) "تفسيرالثعلبي" ٢/ ١٦٢٣.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ١/ ١٧٨ بمعناه.
(٣) نقله عنه في "البحر المحيط" ٢/ ٣١٨.
(٤) في (ي): (الطرف).
(٥) البيت في "ديوانه" ص ٨١، وكذا في "تفسير الثعلبي" ١/ ١٦٢٥، وفي "اللسان" ٦/ ٣٢٩٩ (مادة: غمض)، وروايته: أرَّق عينيك عن الغماض.
(٦) في (ش) و (ي): (والتغميض).

<<  <  ج: ص:  >  >>