للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المتطامن الخفي من الأرض (١).

والمراد بالإغماض في الآية: التجويزُ والمساهلة، وذلك أن الإنسان إذا رأى ما يكره أَغْمَضَ عينه لئلا يرى ذلك، ثم كثر ذلك حتى جُعِلَ كلُّ تجاوز ومساهلة في البيع وغيره (٢) إغماضًا (٣).

قال الطِّرِمَّاح في الإغماض بمعنى (٤) المساهلة:

لم يَفُتْنا بالوِتْرِ قومٌ وللضيمِ ... رجالٌ يَرْضَونَ بالإِغْمَاضِ (٥)

ويقال من هذا: اغمض لي في البياعة، أي: زدني لمكان ردائته، أو حُط لي من ثمنه (٦)، ومعنى قوله: {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} يقول: أنتم (٧) لا تأخذونه إلا بِوَكْسٍ، فكيف تُعْطُونَه في الصَّدَقَةِ (٨).


(١) ينظر في غمض: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٦٩٧، "المفردات" ٣٦٧، "اللسان" ٦/ ٣٢٩٩، وقال في "القاموس" ٦٤٩: الغامض: المطمئن من الأرض، ج: غوامض، كالغمض، ج: غموض، وأغماض، وقد غمض المكان غموضا، وككرم: غموضة وغماضة، والرجل الفاتر عن الحملة، وخلاف الواضح من الكلام، وقد غمض ككرم ونصر: غموضة، والخامل: الذليل، والحسب الغير المعروف.
(٢) سقطت من (ي).
(٣) ينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٢٥، "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٦٩٧، "المفردات" ص ٣٦٧ (مادة: غمض).
(٤) في (م): (يغض).
(٥) البيت في "ديوانه" ص ١٧٠. وفي "تفسير الطبري" ٣/ ٨٤، والوِتْر: الثأر؛ وبالإغماض: أي الإغماض على الضيم، والتساهل فيه.
(٦) ينظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٦٩٧ (مادة: غمض).
(٧) سقطت من (ي).
(٨) ينظر: "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٦٩٧ (مادة: غمض).

<<  <  ج: ص:  >  >>