للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} المعنى فيه: فالإخفاءُ خيرٌ لكم، كذلك قوله: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} المعنى فيه: فنعم شيئًا إبداؤها، فالإبداء هو المخصوص بالمدح، إلا أن المضاف الذي هو الإبداء حُذِفَ، وأقيم المضاف إليه الذي هو ضمير الصدقات مقامه، فعلى هذا قوله: {هِيَ} في محل الرفع (١).

وقوله تعالى: {وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}

الإخفاء: نقيض الإظهار، والخِفَاء: الغِطَاء، والخفيّة: عَرِينُ الأسد، لأنه يَخْتَفِي فيها.

والخوافي من الريش ما دون القوادم؛ لأنها تخفى بها (٢).

وقوله تعالى: {فَهُوَ} كناية عن الإخفاء، لأن الفعل يدل على المصدر، أي: الإخفاء خير لكم (٣)، وإنما كان الإخفاء والله أعلم خيراً؛ لأنه أبعدُ من أن يشوب الصدقة مُراءاةٌ للناس، وتصنعٌ لهم، فتخلص لله سبحانه (٤).

فأما التفسير، فأكثر المفسرين على أن المراد بالصدقات في هذه الآية التطوّع لا الفرض؛ لأن القرض إظهاره أفضل من كتمانه، والتطوع كتمانه


(١) من "الحجة" ٢/ ٣٩٩ بتصرف، وذكر الثعلبي في تفسيره "الكشف والبيان" ٢/ ١٦٤٠ أن (هي) في محل النصب، كما تقول: نعم رجلًا، فإذا عرفت رفعت فعلت: نعم الرجل زيد.
(٢) ينظر في خفي: "تهذيب اللغة" ١/ ١٠٧٠، "المفردات" ١٥٩، "اللسان" ٢/ ١٢١٦، "القاموس" ١٢٨٠.
(٣) "الحجة" ٢/ ٣٩٩، "التبيان" ص١٦٣.
(٤) "الحجة" ٢/ ٣٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>