للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا القول قال ابن زيد، لأنه يقول: من كثرة ما جاهدوا صارت الأرض كلُّها حربًا عليهم، لا يتوجهون جهةً إلا ولهم فيها عدو (١)، فهذا القول كالأول، من حيث إن خوف العدو منعهم عن السفر، إلا أن الخوف في هذا القول على أنفسهم لو خرجوا، وفي الأول على بيضة الإسلام بقوة العدو واستيلائهم (٢) لو خرجوا لطلب المعاش. وقال سعيد بن المسيب (٣): هؤلاء قوم أصابتهم جراحات مع رسول الله، وصاروا زَمْنَى، فأحصرهم المرض والزمانة عن الضرب في الأرض (٤)، فعلى هذا القول هم محصرون (٥) بالمرض والزمانة، وهذا القول اختيار الكسائي (٦)؛ لأنه يجعل الإحصار من الخوف والمرض. وقال ابن عباس، في رواية عطاء: هؤلاء قوم من المهاجرين حبسهم الفقر عن الجهاد في سبيل الله، فعذرهم الله، فقال: {لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ} يريد: الجهاد (٧)، وعلى


(١) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٣/ ٩٦ - ٩٧، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٦٦٧، والبغوي في "تفسيره" ١/ ٣٣٧.
(٢) في (ي): (لاستيلائهم).
(٣) كذا في الأصل، والذي عند ابن أبي حاتم ٢/ ٥٤٠، والثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٦٦٧، وفي "الدر المنثور" ١/ ٦٣٣ هو سعيد بن جبير.
(٤) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٤٠، وذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٦٦٧، والبغوي في "تفسيره" ١/ ٣٣٧، وعزاه في الدر ١/ ٦٣٣: إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٥) في (ي): (محصورون).
(٦) نقله عنه الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٦٦٧، و"باهر البرهان في معاني مشكلات القرآن" لمحمود النيسابوري ١/ ٢٦٦، و"زاد المسير" ١/ ٣٢٨.
(٧) هذه الرواية تقدم الحديث عنها في قسم الدراسة. وذكرها في "زاد المسير" ٣٢٨ والواحدي في "الوسيط" ١/ ٣٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>