للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله، وهذا قول الشعبي (١) وعكرمة (٢).

وقال في رواية سعيد بن جبير (٣) وعطاء (٤): هذه الآية منسوخة، وذلك أنه لما نزلت جاء أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف (٥) ومعاذ بن جبل وناس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقالوا: يا رسول الله، هلكنا وكلفنا من العمل ما لا نطيق، إن أحدنا ليحدِّث نفسه بما لا يحب أن يثبت في قلبه، وأن له الدنيا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "فلعلكم تقولون كما قالت بنو إسرائيل: سمعنا وعصينا، فقولوا: سمعنا وأطعنا"، فقالوا: سمعنا وأطعنا، واشتدَّ ذلك عليهم، فمكثوا بذلك حولًا، فأنزل الله عز وجل الفَرَجَ والرحمة، بقوله: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} فنسخت هذه الآية ما قبلها (٦).


(١) رواه الطبري في "تفسيره" ٣/ ١٤٣، وذكره ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٧٢، والثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٨٢٦.
(٢) رواه أبو عبيد في "الناسخ والمنسوخ" ص ٢٧٤، والطبري في "تفسيره" ٣/ ١٤٣، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٧٢.
(٣) رواه الطبراني في "الكبير" ١١/ ٣٦٢، والبيهقي في "شعب الإيمان" ١/ ٢٩٦، والطبري في "تفسيره" ٣/ ١٤٥، وذكرها ابن أبي حاتم ٢/ ٥٧٤.
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٨٢٩.
(٥) هو: عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن زهرة القرشي الزهري، من كبار الصحابة، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، كان من الأجواد الشجعان العقلاء، شَهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها، كان من أثرياء الصحابة أنفق كثيرًا في سبيل الله، توفي سنة ٣٢ هـ. ينظر "أسد الغابة" ٣/ ٤٨٠، "الأعلام" ٣/ ٣٢١.
(٦) تابع المصنف. رحمه الله. شيخه الثعلبي في "تفسيره" في ذكر هذه القصة بهذا السياق ["تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨٢٧] وهي ملفقة من عدة أحاديث وآثار منها الصحيح البالغ في الصحة، ومنها ما هو دون ذلك، ومنها الضعيف، ولذا أورد الحافظ في "العجاب" ١/ ٦٥٤ هذه الرواية عن الثعلبي في "تفسيره" بتمامها وعقب قائلًا: وهذا من عيوب كتابه، ومن تبعه عليه، يجمعون الأقوال عن الثقات وغيرهم، ويسوقون القصة مساقًا واحدًا على لفظ من يُرْمَى بالكذب أو الضعف الشديد، ويكون =

<<  <  ج: ص:  >  >>