للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و (مَنَاطَ العَيُّوقِ) (١).

وفي قوله: {يَرَوْنَهُمْ} قراءتان: التَّاءُ (٢)، والياء (٣). فمن قرأ بالتَّاء؛ فلأن ما قبله خطاب لليهود؛ والمعنى: تَرَوْن أيها اليهود المسلمينَ مِثْلي ما كانوا، أي: مِثْلي الفئة الكافرة؛ وذلك أن الله تعالى كَثَّر المسلمين في أعينهم يوم بَدْر. فذلك الآية، والأُعجوبة، وهو أنهم رَأَوا القليلَ كثيرًا. ويجوز أن تكون الكناية عن الفئة الكافرة، وهم المشركون، والمعنى: تَرَوْنَ المشركين ضِعفي المؤمنين.


(١) المَناط: موضع التعليق. والعيُّوق: نجم أحمرُ مضيءٌ في طرف المجرَّة الأيمن، يتلو الثريا، لا يتقدمها، ويطلع قبل الجوزاء. ومعنى المَثَل: هو مني شديد البعد، كبعد مكان هذا النجم. انظر: "القاموس" ص ٩١٣ (عوق)، "المعجم الوسيط" ٢/ ٦٤٣ (عاق) ٢/ ٩٧٢ (ناط).
وقد ورد المَثَل في "مجمع الأمثال" للميداني ١/ ٢٠١، "المستقصى في الأمثال" للزمخشري ١/ ٢٤، "الدرة الفاخرة" لحمزة الأصفهاني ١/ ٧٥، ٧٦. وورد بلفظ: (أبعد من العيوق) في "جمهرة الأمثال" للعسكري ١/ ٢٠٤، ٢٣٨. وورد: (وهو مني مناط الثريا) في "الأصول" لابن السراج ١/ ١٩٩. ولم يرتض السمينُ الحلبي رأيَ الواحدي بالنصب على الظرفية، فقال بعد أن نقل قول الواحدي السابق: (وهذا إخراجٌ للفظ عن موضوعه مع عدم المساعد معنًى وصناعةً). انظر: "الدر المصون" ٣/ ٥٥.
(٢) قوله: (التاء والياء، فمن قرأ بالتاء) ساقط من: (ج).
(٣) قرأ نافع بالتاء، وقرأ باقي القرَّاء السبعة بالياء. انظر: "السبعة" ص ٢٠١ - ٢٠٢، "الحجة" للفارسي ٣/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>