للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للجزاء، وكل ما (١) يطاع الله تعالى به فهو دين (٢)، فاليهود يدَّعون أنهم يطيعون (٣) بما أتاهم به موسى، فذلك دين اليهودية، وكذلك النصارى، وكل فرقة. والمسلمون يطيعونه بما أتاهم به محمد - صلى الله عليه وسلم -، فهو دين الإسلام (٤)، والله تعالى يقول: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} ومعنى (الإسلام) في اللغة: الدخول (٥) في السَّلَمِ؛ أي: في الانقياد والمتابعة. قال الله عز وجل: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ} (٦) [النساء: ٩٤]؛ أي: انقاد لكم وتابعكم (٧).


(١) في (د): (كلما).
(٢) انظر المعاني السابقة لـ (الدين) وغيرها، في "تأويل مشكل القرآن" ٤٥٥، "الكامل" للمبرد: ١/ ٣٢٨، "تهذيب اللغة" ١٤/ ١٨١، "الأمالي" للقالي: ٢/ ٢٩٥، "والوجوه والنظائر في القرآن الكريم" د. سليمان القرعاوي: ٣٢٣ - ٣٢٨. إلا أن ابن فارس جعل أصل (الدين): الانقياد والذل، وجعل كون الدين بمعنى (الطاعة)؛ أن مرد الطاعة إلى الانقياد. وهكذا خرج بقية المعاني الواردة لـ (الدين). انظر: "معجم المقاييس" ٢/ ٣١٩ (دين).
(٣) في (ج): (د): (يطيعونه).
(٤) في (د): (دين الله الإسلام).
(٥) من قوله: (الدخول ..) إلى (.. وتابعكم): نقله بنصه عن "تأويل مشكل القرآن" ٤٧٩.
(٦) وفي: نسخة (د)، وتأويل المشكل: ورد (السلام) بدلا من: (السلم)، وكذلك هي في مصاحفنا. وما أثبته، وردت به القراءة الصحيحة عن نافع، وابن عامر وحمزة، وكذلك وردت عن عاصم من رواية المفضل عنه، وعن ابن كثير من رواية عبيد عن شبل عنه، ويناسب مع إراده المؤلف من معنى بعده وقرأ بقية السبعة: السلام) بالألف الممدوة انظر: "السبعة" ٢٣٦، "الكسف" لمكي ١/ ٣٩٥، "حجة القراءات" لابن زنجلة ٢٠٩.
(٧) انظر: "تفسير الطبري" ٥/ ٢٢٦. وقال الخطابي في "غريب الحديث" ٢/ ٤١١:
(السَّلَمُ: الاستسلام) وقال بعد أن أورد آية ٩٤ من النساء بقرأءة (السَّلَم): (أي: من استسلم وأعطى المقادة، وكذلك (الإسلام)؛ إنما هو: الطاعة لله، والانقياد لأمره، وأحدهما مشتق من الآخر). وانظر: "النهاية في غريب الحديث" ٢/ ٣٩٤، "اللسان" ٤/ ٢٠٧٧ (سلم).

<<  <  ج: ص:  >  >>