للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذكر أبو إسحاق (١) في {الْمُلْكَ} المذكور ههنا، قولين:

أحدهما: أن المراد بـ {الْمُلْكَ} ههنا: المال، والعبيد، والحَفَدَة (٢). والله تعالى يؤتيها من يشاء، وينزعها ممن يشاء.

الثاني: أن {الْمُلْكَ} ههنا: ظهور الدين، والغَلَبة. فمعنى {تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ} أي ترزق الغَلَبةَ والظَّفَرَ الذين يطيعونك، ويعبدونك. والله تعالى قد جعل كل ما (٣) في مملكة (٤) مَلِكٍ غير مسلم للمسلمين مُلكاً وغنيمة، ولهم أن يُطالِبُوا به حتى يَحُوزوه، كما يُطالِبُ المَسْلوبُ ثَوْبَهُ (٥) بِثَوْبِه، والمأخوذ مالُهُ بما غلب عليه منه (٦).


(١) هو الزجَّاج، في "معاني القرآن" ١/ ٣٩٢، نقله عنه بالمعنى.
(٢) في "معاني القرآن" (والحضرة)، وفسَّرها المحقق، بأنها: التَّحضر والثراء، وقد تكون (الحفدة) -هكذا- في نسخة أخرى لمعاني القرآن، والذي يؤكد ما نقله المؤلف -هنا- عن الزجاج، هو أن ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٣٦٩ نقل هذا القول عن الزجاج وفيه (الحفَدَة) كما هي عند الواحدي. و (الحفَدَةُ) و (الحفَدُ): الخدم، والأعواد. والمفرد: حافد. وحفدة الرجل: بناته، وقيل: أولاد أولاده، ومفردها، حفيد، وقيل: الأصهار. وأصلها من: (حفَد، يَحفِدُ، حفْدًا، وحفَدانًا، واحتفد احتفادًا)؛ أي: خفَّ وأسرع في العمل. انظر (حفد) في "اللسان" ٢/ ٩٢٢، "القاموس المحيط" ص ٢٧٧.
(٣) في (ج): (كلما).
(٤) في (ج): (ملكه)، في (د): (مملكته).
(٥) في (ب): (المغلوب لوبه).
(٦) ولكن لفظ (الملك) -هنا- عام، ولا دليل على تخصصه، ولذا يقول ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٣/ ٦٥: (والصحيح: أنَّه مالك الملك كله مطلقًا في جميع أنواعه)، وانظر: "تفسير الفخر الرازي" ٨/ ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>