للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عمران أبو موسى وهارون، وهذا عمران بن ماتان (١)، وبينهما ألف وثمانمائة سنة. كذلك ذكره ابن عبّاس (٢)، ومقاتل (٣).

وذكرنا أيضاً عن بعض أهل المعاني أن هذه الآية متصلة بما قبلها، فيكون العاملُ في {إِذْ} على هذا القول: معنى قوله {سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.

وقوله: {امْرَأَتُ عِمْرَانَ} هي: حَنَّةُ (٤)، أمُّ مريمَ، جَدَّةُ عيسى عليه السلام، دعت الله أنْ يَهَبَ لها ولداً، وقالت: الَّلهم لك عَلَيَّ إن رزقتني ولداً، أن أتصدق به على بيت المقدس، فيكون من (٥) سَدَنَتِه (٦) وخَدَمِه، شكراً لك. وكان على أولادهم فرضاً أن يطيعوهم في نذورهم، وكان الرجل ينذُرُ في ولده أن يكون خادماً في مُتعّبَّدِهم (٧).

وقوله تعالى: {نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} معنى {نَذَرْتُ}:


(١) في (ب)، (ج): (مانان). وفي (د): (ماثان). وكذا ورد في "المعارف" لابن قتيبة: ٥٢، وفي "تاريخ الطبري" ١/ ٧٨٥. وينقل الطبري في "تفسيره" ٣/ ٢٣٥، و"تاريخه" ١/ ٥٨٥ عن ابن إسحاق أن اسمه: (عمران بن ياشهم)، وفي "تفسير الثعلبي" ٣/ ٣٨ (أ)، (ب) (عمران بن أشهم)، ينقله عن الحسن وابن وهب وابن إسحاق، وكذا في "تفسير البغوي" ٢/ ٢٨.
(٢) قوله، في "تفسير الثعلبي" ٣/ ٣٨ ب، "زاد المسير" ١/ ٣٧٦، "الدر المنثور" ٢/ ٣٢، ونسب إخراجه لإسحاق بن بشر، وابن عساكر.
(٣) قوله، في "تفسيره" ١/ ٢٧١.
(٤) بنت فاقود وقيل: فاقوذ بن قبيل. انظر: "تاريخ الطبري" ١/ ٥٨٥، وتفسير مبهات القرآن، للبلنسي ١/ ٢٧٩.
(٥) في (ج): (عن).
(٦) السَّدَنة، جمع: سادِن، وهو: الذي يقوم على خدمة بيت العبادة. انظر: "القاموس" ١٥٥٥ (سدن).
(٧) انظر قصتها في: "تفسير الطبري" ٣/ ٢٣٥، "تفسير الفخر الرازي" ٨/ ٢٥، "الدر المنثور" ٢/ ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>