للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وذلك جائز في العربية أن تخبر عن الواحد بمذهب الجمع؛ كما تقول في الكلام: (ركب السفنَ)، و (خرجَ على البِغالِ)، وإنما ركب بغلاً واحدًا. وهذا (١) جائز فيما لم يُقْصد فيه قَصْد (٢) واحدٍ بعينه.

قال الزجَّاج (٣): المعنى: أتاه النداءُ من هذا الجنس، الذين هم الملائكة (٤)، كما تقول: (ركب فلانٌ في السُّفُن) وإنما ركب في سفينةٍ واحدةٍ؛ تريد بذلك: جَعْلَ ركوبه في هذا الجنس.

ومثل (٥) هذا مما في القرآن قوله: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} [آل عمران: ١٧٣]، وهو نعيْمُ بن مَسعود (٦)، {إِنَّ النَّاسَ}، يعني: أبا سُفيان (٧).

قال المفضَّل: إذا كان القائل رئيسًا، فيجوز الإخبار عنه بالجمعِ؛


= انظر: "تفسير مقاتل" ١/ ٢٧٤، "تفسير الطبري" ٢/ ٤٤٩ - ٤٥٠، "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٦٤١، "القطع والائتناف" للنحاس ٢٢٢، "زاد المسير" ١/ ٣٨١، "الدر المنثور" ٢/ ٣٧.
(١) (ج) (وهو).
(٢) في (أ)، (ب): (وقصد)، والمثبت من: (ج) (د)، ومن "معاني القرآن".
(٣) في "معاني القرآن" له ١/ ٤٠٥، نقله عنه بتصرف يسير جدًّا.
(٤) في (ج): (ملائكة). وقوله: (الذين هم ملائكة): ليس في "معاني القرآن".
(٥) من قوله: (ومثل ..) إلى (.. جرى على هذا): نقله بتصرف يسير عن "تفسير الثعلبي" ٣/ ٤٥ أ.
(٦) هو أبو سلمة، نُعَيم بن مسعود بن عامر الأشجعي. صحابي مشهور، هاجر إلى الرسول يوم الخندق، وهو الذي خذَل المشركين واليهود حتى صرف الله المشركين، سكن المدينة، قتل في وقعة الجمل في أوّلِ خلافة علي، وقيل: مات في خلافة عثمان - رضي الله عنه -. انظر: "الاسيعاب" ٤/ ٧٠ (٢٦٥٨)، "الإصابة" ٣/ ٥٦٨ (٨٧٧٩).
(٧) سيأتي بيان قصة الآية في موضعها من هذه السورة، عند تفسير آية: ١٧٣ إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>