للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لاجتماع أصحابه معه، فلمَّا كان جبريل عليه السلام رئيس الملائكة، وقلَّما يُبْعثُ إلاَّ ومعه جَمعٌ منهم، جُرِيَ على هذا. وهذا قول ابن عباس (١)، والأكثرين (٢): إنَّ المنادى جبريل وحده.

وقال غيره: ناداه جماعةٌ من الملائكة (٣).

وقوله تعالى: {أَنَّ اللهَ يُبَشِرُكَ} يُقْرأ بـ {إِنَّ} (٤): مكسورًا ومفتوحاً (٥)؛ فمن فتح (٦)، كان المعنى: (فنادته بِأَنَّ اللهَ)، فلمَّا حذف الجارّ منها (٧)، وصل الفعلُ إليها فنصبها؛ فـ (أَن) (٨) في موضع


(١) لم أقف على مصدر قوله.
(٢) قوله: (والأكثرين)، سبق أن بينت أنه لم يقل بهذا القول غير ابن مسعود - رضي الله عنه - والسدي، ومقاتل، بناءً على المصادر التي رجعت إليها.
(٣) ورَجَّح هذا الطبري؛ حملًا لتأويل القرآن على الأظهر الأكثر من كلام العرب، دون الأقل، ما وُجِد إلى ذلك سبيل. وبيَّن أنَّه لا حاجة هنا لصرفه إلا أنه بمعنى واحد. وبيَّن أنَّ هذا قول جماعة من أهل العلم، ومنهم: قتادة، والربيع، وعكرمة، ومجاهد، وغيرهم. "تفسير الطبري" ٣/ ٢٥٠، وانظر: "تفسير عبد الرزاق" ١/ ١٢٠، "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٦٤١، "الدر المنثور" ٢/ ٣٧، ورجحه كذلك النحاس في "القطع والائتناف" (٢٢٣).
(٤) في (ج)، (د): (إن). وفي (د) بدلًا من: (بإن).
(٥) قرأ ابن عامر، وحمزة: {إِنَّ} بالكسر، وقرأ الباقون: {أَن} بالفتح. انظر: "السبعة" ٢٠٥، "الحجة" للفارسي: ٣/ ٣٨، "الكشف" لمكي: ١/ ٣٤٣.
(٦) من قوله: (فمن ..) إلى (.. فأضمر القول في ذلك كله): نقله باختصار وتصرف يسير عن "الحجة" للفارسي: ٣/ ٣٩، ٣٨
(٧) (منها): ساقطة من (ج).
(٨) في (ج): (بأن).

<<  <  ج: ص:  >  >>