للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إرْزامَ نابٍ عقُرت أعواماً ... فَعَلِقَتْ بُنَيَّها (١) تَشْماما (٢)

ويقال أيضًا: (عَقُرَ الرجلُ، وعَقَرَ، وعَقِرَ) (٣): إذا لم يُحمل له. و (رجلٌ عاقرٌ) (٤).

قال عامرُ بن الطُّفَيْل (٥):


(١) في (د): (فعقرت بنتها).
(٢) في (ج): (تسماما). لم أقف على قائله، وقد أورد الثعلبي في "تفسيره" ٣/ ٤٨ ب، قائلًا: (وأنشد الفراء) وذكره، وأورده السمين الحلبي في "الدر المصون" وقال: (وأنشد الفراء) وذكره. وروايته في "الدر المصون".
أرزامُ باب عقُرت أعواما ... فعلقت بُنَيَّها تسماما
ومعنى (الإرزام): الصوت الذي لا يُفْتَح به الفمُ، ومنه: (الرَّزَمة)، وهو: ضرب من حنِين الناقة على ولدها حين تَرأمُهُ، يقولون: (أرْزَمَت الناقةُ إرْزامًا). وقيل: هو دون الحنِين، والحنِينُ أشدُّ من الرَّزَمَةِ. و (النابُ)، و (النَّيُوب): الناقة المسنة، سُمِّيت بذلك حين طال نابها وعظُمَ.
انظر: "اللسان" ٣/ ١٦٣٧ (رزم)، ٨/ ٤٥٩١ (نيب).
أي: أنَّ هذه الناقة المسنَّة، والتي نُتِجَتْ بعد أن كان عاقرًا لمدة أعوام، فإنها تحن على وليدها، مصدرة صوتًا يدل على رحمتها، وشغفها وتعلقِّها به، ولا تنشب تَشَمُّ هذا الوليد تَشْماما المرة بعد الأخرى.
(٣) (وعقر): ساقط من (د).
(٤) انظر (عقر)، في "تهذيب اللغة" ٣/ ٢٥١٤، "اللسان" ٥/ ٣٠٣٤. والقياس في (فَعُلَ) الثلاثي المجرد، أن يكون مضارعه (يَفْعُل). أما (فَعَلَ) من المجرد الثلاثي الصحيح، الذي عينه أو لامه ليست من حروف الحلق، فمضارعه يأتي على (يَفْعِل) و (يَفْعُل). انظر: "المزهر" ٢/ ٣٧ - ٣٨.
(٥) هو: عامر بن الطفيل بن مالك العامري. أحد فرسان العرب المشهورين، وابن عم لَبِيد الشاعر، أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يُسْلِم، وهو الذي غدر بالصحابة عند بئر معونة سنة (٤هـ)، وحاول قتل النبي فعصمه الله منه، ودعا عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأهلكه الله. انظر: "الشعر والشعراء" ص٢٠٧، "معجم الشعراء" ٣٧، "الأعلام" ٣/ ٢٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>