للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لبئس الفتى إنْ كنتُ أعورَ عاقرًا ... جبانًا فما عذري لدى كلِّ مَحْضَرِ (١)

قال أبو إسحاق (٢): قوله: {وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ}، في هذا دليل على أن (عاقرًا) (٣) وقع على جهة النَّسَب (٤)؛ لأنَّ (فَعُلَت) أسماء (٥) الفاعلين فيه على (فَعِيلَة) نحو: (ظَريفة) (٦)، و (كَريمة)؛ وإنما (عاقر) على: (ذات عُقْرٍ) (٧)،


(١) البيت في: "ديوانه": ٦٤، كما ورد منسوبًا له في "مجاز القرآن" ٢/ ٩٢، "تفسير الطبري" ٣/ ٢٥٧، "المذكر والمؤنث" لابن الأنباري: ١/ ٢٠٣، "تفسير الثعلبي" ٣/ ٤٨ب، "المحرر الوجيز" ٣/ ١٠٧، "تفسير القرطبي" ١١/ ٧٩، "الدر المصون" ٣/ ١٦٢. وورد غير منسوب في "الزاهر" ٢/ ٥٨٢. وروايته في الديوان: (فبئس ..)، وفي "الزاهر" (.. فما أغني لدي كل مشهد)، وفي "المذكر والمؤنث" (.. فما أغني لدي كل محضر). قال الشاعر هذا البيت ضمن أبيات في وقْعَةٍ دارت في موضع يُسمَّى (فَيْفَ الريح)، وقد ذهبت عَيْنُه في هذه المعركة، فاجتمع له العَورُ والعُقْمُ، فيقول هنا: إنه بئس الفتى إن كان يجمع إلى العور والعقم، الجُبنَ، والمهابَةَ من العدو، حيث لا يُعذَر بعدها.
(٢) في "معاني القرآن" له ١/ ٤٠٨، نقله عنه بنصه.
(٣) في (ب): (عاقر).
(٤) أي مما جاءت النسبة فيه على صيغة (فاعل)، مثل: تامِر، ولا بِن، وحائِك، وكاسٍ؛ بمعنى: صاحب تمْرٍ، وصاحب لبنٍ، وصاحب حياكة، وصاحب كساء. فعاقر، بمعنى: ذات عُقْر.
(٥) في (ج): (اسما)، وفي (د): (اسم).
(٦) في (أ)، (ب): (طريقة)، والمثبت من: (ج)، (د)، ومن "معاني القرآن" للزجاج؛ لأن (طريقة) من: (طَرَقَ) وليست من. (طَرُقَ)، كما أن (طريقة) تأتي على (مفعولة) بمعنى (مطروقة).
(٧) في (أ): (عُقَر). وفي بقية النسخ، مهملة من الشكل. وما أثبَتُّه هو ما استصوبته. والعُقْر: العُقْم. يقول السمين الحلبي بعد أن نقل كلام الزجاج السابق: (وهذا نصٌّ من أن الفعل =

<<  <  ج: ص:  >  >>