وأول البيت: حلْوٌ ومُرٌّ كَعَطْفِ القِدْح مِرَّتُهُ وقد ورد في بعض المصادر: (بكل إني ..)، وورد: (قضاه الله ..)، و (قضاه الليل ..) بدلًا من: (حذاه الليل)، وفي المنتخب، لكراع النمل: (حَدَاهُ الليل)، وورد: (كعطف القدح شيمتُهُ ..). الشاعر -هنا- يرثي ابنه أثَيْلَة، ويصفه بأنه (حلو ومر)؛ أي: حلو وسهل لمن يستحق المعاملة الحسنة، ومرٌّ وشديد على من يستحق الشدة والخشونة. وقوله: (كعطف القدح)، (القِدْح): السهم قبل أن يُراش ويُنْصل. و (المِرَّة): الشِّدّة، والقوة. يريد: أنه يُطوَى كما يُطوَى القِدح، ثم يعود إلى شدَّته واستقامته. قوله: (حذاه الليل): أي: قطعة اليل حِذاءً. و (ينتعل)، أي: يتخذه نعلًا. أي: إنه يسري في كل ساعة من ساعات الليل، لا يتأَخر ولا يهاب. انظر: "شرح أشعار الهذليين" ٢/ ١٢٨٣، وتعليق الأستاذ محمود شاكر على البيت في هامش "تفسير الطبري" ٧/ ١٢٥ - ١٢٦. وفسر كراع النمل: (حداه الليل)؛ أي: ساقه وقال: (أي: ينتعل كل إنيٍ حداه؛ أي: ساقه، و (في) زائدة) المنتخب: ٦٠٨. (١) قوله في "تفسير الطبري" ٤/ ٥٢، "تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٧٣٧، "الدر المنثور" ٢/ ١١٥، وزاد نسبة إخراجه لابن إسحاق، وابن المنذر، والطبراني، والبيهقي في الدلائل، وابن عساكر. (٢) لم أقف على مصدر قوله وقد أورده ابن الجوزي في الزاد: ١/ ٤٤٢. والذي في تفسير الطبري عنه: (ليس كل القوم هلك، قد كان لله فيهم بقية) ٤/ ٥٢.