للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جَرَت الدِّماءُ على وجهه، قال: "كيف يُفْلِحُ قومٌ خَضَبُوا وَجْهَ نَبِيِّهم، وهو يدعوهم إلى ربهم؟! " (١)، فأنزل اللهُ هذه الآية، لِعِلْمِهِ أنَّ كثيرًا منهم سيؤمِنُونَ، فَكَفَّ عن ذلك (٢).

وقوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} مختَصَرُ معناه: ليس لَكَ مِنَ الأمْرِ في عقابهم، أو (٣) استصلاحهم شيءٌ، حتى تقَعَ إنابَتُهم (٤) أو


= حيث رمى النبي - صلى الله عليه وسلم - فكسر رباعيته اليمنى السفلى، وجرح شفته العليا وشَجَّه في وجهه.
ويذكر ابن هشام، عن أبي سعيد الخدري، أن عبد الله بن شهاب الزهري شجَّه في وجهه، وأن ابن قَميئة جرح وجنته، فدخل حلقتان من حِلَق المِغْفَر في وجنته. انظر: "سيرة ابن هشام" ٣/ ٢٧، و"تاريخ الطبري" ٢/ ٥١٤.
(١) الحديث -كذلك- ورد من رواية أنس، وقد أخرجته الكتب التالية بألفاظ مختلفة، بنحو الذي ذكره المؤلف. فقد أخرجه البخاري -معلقًا- ٥/ ٣٥. كتاب المغازي. باب (ليس لك من الأمر شيء)، وأخرجه مسلم في (١٧٩١) كتاب الجهاد. باب غزوة أحد، وأحمد ٣/ ٢٠٦، ٣/ ٩٩، ٢٥٣، ٢٨٨، والترمذي (٣٠٠٢ - ٣٠٠٣) كتاب التفسير. (سورة آل عمران) وقال: (حسن صحيح). وابن ماجه (٤٠٢٧) كتاب الفتن: باب الصبر على البلاء. والنسائي في "تفسيره" ١/ ٣٢٩، والبغوي في "شرح السنة" ١٣/ ٣٣٣ رقم (٣٧٤٨) وقال عنه: (صحيح)، وابن سعد في "الطبقات" ٢/ ٤٤، والطبري في "تفسيره" ٤/ ٨٧، وفي "تاريخه" ٢/ ٥١٥، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٣/ ٧٥٦، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ" ١/ ٢١٣، والثعلبي في "تفسيره" ٣/ ١١٤ أ، والبغوي في "تفسيره" ٢/ ١٠٢، والمؤلف في "أسباب النزول" (١٢٤).
(٢) وهناك أسباب أخرى لنزول هذه الآية ذكرها المفسرون. انظر: "تفسير الطبري" ٤/ ٨٦ - ٨٩، و"ابن أبي حاتم" ٣/ ٧٥٦ - ٧٥٨، و"أسباب النزول" للمؤلف ١٢٤ - ١٢٦، و"لباب النقول" ٥٧ - ٥٨، و"الصحيح المسند من أسبالب النزول" ٥٣ - ٥٦.
(٣) في (ج): (و) بدلًا من: (أو).
(٤) وهكذا وردت في "تفسير الوسيط" للمؤلف (تح: بالطيور): ٣٢٦. وورد في "تفسير الوجيز" له ١/ ١١٨ (إثابتهم).

<<  <  ج: ص:  >  >>