للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ} أي: مَنْ كانَ قَصْدُهُ بِعِمْلِهِ ثَوَابَ الآخرة. قال عطاء (١): يعنى: زينَتَها ومُلْكَها وسُرُورَهَا.

{نُؤْتِهِ مِنْهَا}. يعني بهذا: أولئك الذين ثَبَتُوا يومَ أُحُد حتى قُتِلُوا (٢).

أعْلَمَ الله -تعالى- أنَّهُ يُجازي كُلًّا على قَصْدِهِ وإرادته، فَمَنْ نَصِبَ للدنيا، و (٣) عمل لها، أُعْطِيَ منها حظًّا على قَدْرِما قُسِمَ له، ومَن عَمِلَ للآخرة فاز بها (٤)، كما رُوِيَ عن (٥) النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "الأعمال بالنيَّاتِ" (٦)، الحديث المعروف.


(١) لم أقف على مصدر قوله.
(٢) هذا قول مقاتل في: "تفسيره" ١/ ٣٠٥، والثعلبي في "تفسيره" ٣/ ١٢٨ ب.
(٣) في (ج): (أو).
(٤) قال الزجاج: (وليس في هذا دليل أنه يحرمه خير الدنيا؛ لأنه لم يقل: (ومن يرد ثواب الآخرة، لم نؤته إلا منها)، والله -عز وجل- ذو الفضل العظيم). "معاني القرآن" ١/ ٤٧٥.
(٥) في (ج): (قال النبي) بدلًا من: روي عن.
(٦) الحديث أخرجه البخاري في "صحيحه" -في مواضع منها-: (١) كتاب بدء الوحي. باب كيف كان بدء الوحي، و (٥٤) كتاب الإيمان: باب ما جاء من الأعمال بالنية، و (٢٥٢٩) كتاب العتق. باب الخطأ والنسيان في العتاق والطلاق، و (٣٨٩٨) كتاب مناقب الأنصار. باب هجرة النبي إلى المدينة.
وأخرجه مسلم في "صحيحه" رقم (١٩٠٧) كتاب الإمارة. باب إنما الأعمال بالنيات. وأبو داود في "السنن" رقم (٢٢٠١) كتاب الطلاق. باب فيما عني به الطلاق والنيات. والترمذي رقم (١٦٤٧) كتاب فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن يقاتل رياء وللدنيا. والنسائي ١/ ٥٨ كتاب الطهارة. باب النية في الوضوء، و ٦/ ١٥٨ كتاب الطلاق. باب الكلام إذا قصد به فيما يحتمل معناه، و٧/ ١٣ في الأيمان. باب النية في اليمين. وابن ماجة في "السنن" رقم (٤٢٢٧) كتاب "الزهد". باب النية. وأحمد في "المسند" ١/ ٢٥، ٤٣، والدارقطني في "السنن" ١/ ٥٠،=

<<  <  ج: ص:  >  >>