للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأَنَّثَ الكِنَاية (١) في {مِنْهَا}، -وهي (٢) في المعنى راجعةٌ إلى الثواب-؛ لأن ثوابَ الدنيا، هو: الدنيا، وثوابَ الآخرة، هو: الآخرة. فرجوع الكِنَايَةِ إليها، كرجوعها (٣) إلى الثواب. ويقول القائل: (اللهم ارزقني الآخرة)؛ وهو يريد: ثوابَها.

وقوله تعالى: {وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} قيل (٤): إنَّه تكريرٌ للتأكيد الذي يُوجِبُ تمكين المعنى في النَّفْسِ؛ لأنه قد قال في الآية الأولى: {وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}.

وقال محمد بن إسحاق (٥): فيه إشارةٌ إلى أنَّ مَنْ أرادَ بِعَملِهِ الآخرةَ،


= وابن خزيمة في "الصحيح" ١/ ٧٣ رقم (١٤٢، ٢٤٣)، ١/ ٢٣٢ رقم (٤٥٥). وابن حبان في "الصحيح". انظر: "الإحسان" ٢/ ١١٣رقم: (٣٨٨)، (٣٨٩)، و١١/ ٢١٠رقم: (٤٨٦٨)، والبيهقي في "السنن" ١/ ٤١، ٢٩٨، و٢/ ١٤، و٤/ ١١٢، و٥/ ٣٩، و٧/ ٣٤١، والحميدي في مسنده ١/ ١٧ رقم (٢٨)، وأبو داود الطيالسي ١/ ٤١ - ٤٢ (٣٧)، وابن المبارك في "الزهد" ٦٢ رقم (١٨٨)، وهناد بن السري في "الزهد" ٢/ ٢٨٦ رقم (٨٨٣)، والخطيب في "تاريخ بغداد" ٩/ ٣٤٦، ٤/ ٢٤٤. وابن الجارود في: "المنتقى" انظر: "غوث المكدود" ١/ ٦٥ رقم (٦٤).
وقد وردت معظم روايات الحديث بلفظ: (إنما الأعمال بالنِّيَّة)، ووردت بعض الروايات: (الأعمال بالنية)، وفي رواية: (العمل بالنية)، والرواية التي أوردها المؤلف موافِقَةٌ لِما أورده ابن حبان في: "صحيحه"، ولفظه: "الأعمال بالنيات, ولكل امرئٍ ما نَوَى، فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله، فهجرتُه إلى الله ورسوله، ومَنْ كانت هجرتُه لدنيا يصيبُها أو امرأةٍ يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه".
(١) أي: الضمير.
(٢) في (ج): (وهو).
(٣) في (ج): (لرجوعهما).
(٤) لم أقف على من قال بهذا القول.
(٥) قوله، في: "تفسير الطبري" ٤/ ١١٥، و"تفسير ابن أبي حاتم" ٣/ ٧٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>