للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للتكثير؛ كقول الشاعر:

كأيِّنْ في المَعَاشِرِ مِنْ أُنَاسٍ ... أخُوهُم فوقَهْمْ وهُمُ كِرَامُ (١)

أي: كَم مِن أُنَاسٍ.

وقرأ ابنُ كَثِير (٢): {وَكَائِنْ} (٣)، في وزن: (كاعِنْ).

ووجه هذه القِرَاءةِ: أن (٤) (كأيِّنْ) لَمَّا جُعِلَت كلمةً واحدةً، قُلِبت قَلْبَ الكلمة الواحدة؛ كما فُعلَ ذلك، فيما حكاه أحمد بن يحيى (٥) مِن قولهم: (لَعَمْري)، و (رَعَمْلِي)، فصارت بالقَلْبِ (كَيَّإن). فَحُذِفت (٦) الياءُ الثانيةُ تخفيفًا؛ كما حُذِفَت مِن (مَيْت) و (هَيْن) و (لَيْن) (٧)، فصارت: (كَيْإنْ) (٨) بعد


(١) للكميت بن زيد الأسدي في ديوانه، وأخبار أبي تمام، بلفظ (أخوهم منهم) والوساطة للجرجاني ص ٣٢٩.
وقد ورد في: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٧٦، و"حجة القراءات" ١٧٥، و"تفسير الثعلبي" ٣/ ١٢٩ أ، و"المحرر الوجيز" ٣/ ٣٥٤، و"تفسير القرطبي" ٤/ ٢٢٨، و"البحر المحيط" ٣/ ٧٢، و"الدر المصون" ٣/ ٤٢٢. وروايته عند الثعلبي:
(وكأين من أناس لم يزالوا ... ................).
المَعَاشِر: جماعات الناس. والمَعْشَرُ: كلُّ جماعةٍ أمرُهُم واحد، نحو: مَعْشَر المسلمين، ومَعْشَر المشركين. انظر: "اللسان" ٤/ ٧٥٤ (عشر).
(٢) انظر: "السبعة" ٢١٦، و"الحجة" للفارسي ٣/ ٨٠، و"الكشف" ١/ ٣٥٧.
(٣) (أ)، (ب)، (ج): (وكاين). والمُثْبَت هو الموافق للقراءة.
(٤) (أن): ساقطة من (ج).
(٥) هو ثَعْلب. وقوله في: "الحجة"، للفارسي ٣/ ٨١، و"المسائل المشكلة" له ٣٩٤، و"سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٠٨.
(٦) من قوله: (فحذفت ..) إلى (.. فصارت كَيْإن): ساقط من (ج).
(٧) الأصل فيها: (مَيِّت، وهَيِّن، ولَيِّن). انظر: "المنصف" ٢/ ١٥.
(٨) في (أ)، (ب): (كَيْأن). والمثبت من: "الحجة" ٣/ ٨١، و"سر صناعة الإعراب" ١/ ٣٠٧، و"المحتسب" ١/ ١٧١. ورسِمَت الكلمةُ فيها: (كَيْءٍ).

<<  <  ج: ص:  >  >>